51

Jemaah Masail

جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة

Penyiasat

د. محمد رشاد سالم

Penerbit

دار العطاء

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٢هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠١م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

دين الْمَسِيح فَإِن النَّصَارَى وَإِن كَانُوا كفَّارًا بتبديل الْكتاب الأول وَتَكْذيب الثَّانِي فهم خير مِنْكُم من وُجُوه كَثِيرَة فَإِنَّهُم يَقُولُونَ بالأصول الْكُلية الَّتِي اتّفقت عَلَيْهَا الرُّسُل وَإِن كَانُوا حرفوا بعض ذَلِك كالإيمان بِأَن الله خَالق كل شَيْء وَأَنه بِكُل شَيْء عليم وعَلى كل شَيْء قدير وَالْإِيمَان بملائكته وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر وَالْجنَّة وَالنَّار وَغير ذَلِك مِمَّا تكذبون أَنْتُم بِهِ الْأَدِلَّة على ذَلِك وَأما بَيَان الدّلَالَة فَمن وُجُوه الأول أَحدهَا أَن يُقَال الْعَادَات الطبيعية لَيْسَ للرب فِيهَا سنة لَازِمَة فَإِنَّهُ قد عرف بالدلائل اليقينية أَن الشَّمْس وَالْقَمَر وَالْكَوَاكِب مخلوقة بعد أَن لم تكن فَهَذَا تَبْدِيل وَقع وَقد قَالَ تَعَالَى يَوْم تبدل الأَرْض غير الأَرْض وَالسَّمَوَات [سُورَة إِبْرَاهِيم ٤٨] الثَّانِي وَأَيْضًا فقد عرف انْتِقَاض عَامَّة الْعَادَات فالعادة فِي بني آدم أَلا يخلقوا إِلَّا من أبوين وَقد خلق الْمَسِيح من أم وحواء من أَب وآدَم من غير أم وَلَا أَب وإحياء الْمَوْتَى متواتر مَرَّات مُتعَدِّدَة وَكَذَلِكَ تَكْثِير الطَّعَام وَالشرَاب لغير وَاحِد من الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ ﵈ الثَّالِث وَأَيْضًا فعندكم تغيرات وَقعت فِي الْعَالم كالطوفانات الْكِبَار فِيهَا تَغْيِير الْعَادة وَهَذَا خلاف عَادَته الَّتِي وعد بهَا وَأخْبر أَنَّهَا لَا تَتَغَيَّر لنصرة أوليائه وإهانة أعدائه فَإِن هَذَا علم بِخَبَرِهِ وحكمته أما خَبره فَإِنَّهُ أخبر بذلك ووعد بِهِ وَهُوَ الصَّادِق الَّذِي لَا يخلف الميعاد

1 / 53