345

Jamic Ibn Hanbal Fiqh

الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه

Genre-genre

وجاء عن عامر العنبري -الذي كان يقال له: عامر بن عبد قيس- في حديث هذا بعضه -أنه قال: لأن تختلف الخناجر بين كتفي أحب إلي من أن أتفكر في شيء من أمر الدنيا وأنا في الصلاة (¬1). وجاء عن سعيد بن معاذ أنه قال: ما صليت صلاة قط، فحدثت نفسي فيها بشيء من أمر الدنيا حتى أنصرف (¬2).

وجاء عن أبي الدرداء أنه قال في حديث -هذا بعضه-: وتعفير وجهي لربي عز وجل في التراب فإنه مبلغ العبادة من الله عز وجل فلا يتق أحدكم التراب، ولا يكرهن السجود عليه؛ فلابد من المبالغة، فإنه إنما يطلب بذلك فكاك رقبته وخلاصها من النار التي لا تقوم لها الجبال الصم الصلاب الشوامخ البواذخ التي جعلت للأرض أوتادا، ولا تقوم له السموات السبع الطباق الشداد التي جعلت سقفا محفوظا، ولا تقوم لها الأرض التي جعلت للخلق دارا، ولا تقوم لها البحار السبعة التي لا يدرك قعرها ولا يعرف قدرها إلا الذي خلقها، فكيف بأبداننا الضعيفة، وعظامنا الدقيقة وجلودنا الرقيقة؟ ! نستجير بالله من النار، نستجير بالله من النار، نستجير بالله من النار. فإن استطاع أحدكم -رحمكم الله- إذا قام في صلاته كأنه ينظر إلى الله عز وجل؛ فإنه إن لم يكن يراه فإن الله يراه. فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أوصى رجلا، فقال له في وصيته: "اتق الله

Halaman 508