Jami' al-Bayan 'an Ta'wil Ayi al-Qur'an
جامع البيان في تفسير القرآن
وكيف يجوز أن يكون معنى ذلك إنكار كل فريق منهم أن يكون الفريق الآخر على شيء بعد بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم، وكلا الفريقين كان جاحدا نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الحال التي أنزل الله فيها هذه الآية؟ ولكن معنى ذلك: وقالت اليهود: ليست النصارى على شيء من دينها منذ دانت دينها، وقالت النصارى: ليست اليهود على شيء منذ دانت دينها. وذلك هو معنى الخبر الذي رويناه عن ابن عباس آنفا. فكذب الله الفريقين في قيلهما ما قالا. كما: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء } قال: بلى قد كانت أوائل النصارى على شيء، ولكنهم ابتدعوا وتفرقوا وقالت النصارى: ليست اليهود على شيء. ولكن القوم ابتدعوا وتفرقوا. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج: { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } قال: قال مجاهد: قد كانت أوائل اليهود والنصارى على شيء. وأما قوله: { وهم يتلون الكتاب } فإنه يعني به كتاب الله التوراة والإنجيل، وهما شاهدان على فريقي اليهود والنصارى بالكفر، وخلافهم أمر الله الذي أمرهم به فيه. كما: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قالا جميعا: ثنا ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس في قوله: { وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } ، أي كل يتلو في كتابه تصديق ما كفر به: أي يكفر اليهود بعيسى وعندهم التوراة فيها ما أخذ الله عليهم من الميثاق على لسان موسى بالتصديق بعيسى عليه السلام، وفي الإنجيل مما جاء به عيسى تصديق موسى، وما جاء به من التوراة من عند الله وكل يكفر بما في يد صاحبه. القول في تأويل قوله تعالى: { كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم }. اختلف أهل التأويل في الذين عنى الله بقوله: { كذلك قال الذين لا يعلمون } ، فقال بعضهم بما: حدثني به المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، { قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } قال: وقالت النصارى مثل قول اليهود قبلهم.
حدثنا بشر بن سعيد، عن قتادة: { قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } قال: قالت النصارى مثل قول اليهود قبلهم. وقال آخرون بما: حدثنا به القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج: قلت لعطاء: من هؤلاء الذين لا يعلمون؟ قال: أمم كانت قبل اليهود والنصارى، وقبل التوراة والإنجيل. وقال بعضهم: عنى بذلك مشركي العرب، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب فنسبوا إلى الجهل، ونفى عنهم من أجل ذلك العلم. ذكر من قال ذلك: حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } فهم العرب، قالوا: ليس محمد صلى الله عليه وسلم على شيء. والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله أخبر تبارك وتعالى عن قوم وصفهم بالجهل، ونفى عنهم العلم بما كانت اليهود والنصارى به عالمين أنهم قالوا بجهلهم نظير ما قال اليهود والنصارى بعضها لبعض مما أخبر الله عنهم أنهم قالوه في قوله: { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء }. وجائز أن يكونوا هم المشركين من العرب، وجائز أن يكونوا أمة كانت قبل اليهود والنصارى. ولا أمة أولى أن يقال هي التي عنيت بذلك من أخرى، إذ لم يكن في الآية دلالة على أي من أي، ولا خبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتت حجته من جهة نقل الواحد العدل ولا من جهة النقل المستفيض. وإنما قصد الله جل ثناؤه بقوله: { كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } إعلام المؤمنين أن اليهود والنصارى قد أتوا من قيل الباطل، وافتراء الكذب على الله، وجحود نبوة الأنبياء والرسل، وهم أهل كتاب يعلمون أنهم فيما يقولون مبطلون، وبجحودهم ما يجحدون من ملتهم خارجون، وعلى الله مفترون مثل الذي قاله أهل الجهل بالله وكتبه ورسله الذين لم يبعث الله لهم رسولا ولا أوحى إليهم كتابا. وهذه الآية تنبىء عن أن من أتى شيئا من معاصي الله على علم منه بنهي الله عنها، فمصيبته في دينه أعظم من مصيبة من أتى ذلك جاهلا به لأن الله تعالى ذكره عظم توبيخ اليهود والنصارى بما وبخهم به في قيلهم ما أخبر عنهم بقوله: { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } من أجل أنهم أهل كتاب قالوا ما قالوا من ذلك على علم منهم أنهم مبطلون. القول في تأويل قوله تعالى: { فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون }. يعني بذلك جل ثناءه: فالله يقضي فيفصل بين هؤلاء المختلفين القائل بعضهم لبعض: لستم على شيء من دينكم يوم قيام الخلق لربهم من قبورهم، فيتبين المحق منهم من المبطل بإثابته المحق ما وعد أهل طاعته على أعماله الصالحة ومجازاته المبطل منهم بما أوعد أهل الكفر به على كفرهم به فيما كانوا فيه يختلفون من أديانهم ومللهم في دار الدنيا. وأما القيامة فهي مصدر من قول القائل: قمت قياما وقيامة، كما يقال: عدت فلانا عيادة، وصنت هذا الأمر صيانة. وإنما عنى بالقيامة: قيام الخلق من قبورهم لربهم، فمعنى يوم القيامة: يوم قيام الخلائق من قبورهم لمحشرهم.
[2.114]
قد دللنا فيما مضى قبل على أن تأويل الظلم: وضع الشيء في غير موضعه. وتأويل قوله: { ومن أظلم }: وأي امرىء أشد تعديا وجراءة على الله وخلافا لأمره من امرىء منع مساجد الله أن يعبد الله فيها؟ والمساجد جمع مسجد: وهو كل موضع عبد الله فيه. وقد بينا معنى السجود فيما مضى، فمعنى المسجد: الموضع الذي يسجد لله فيه، كما يقال للموضع الذي يجلس فيه: المجلس، وللموضع الذي ينزل فيه: منزل، ثم يجمع منازل ومجالس نظير مسجد ومساجد. وقد حكي سماعا من بعض العرب مساجد في واحد المساجد، وذلك كالخطأ من قائله. وأما قوله: { أن يذكر فيها اسمه } فإن فيه وجهين من التأويل، أحدهما: أن يكون معناه: ومن أظلم ممن منع مساجد الله من أن يذكر فيها اسمه، فتكون «أن» حينئذ نصبا من قول بعض أهل العربية بفقد الخافض وتعلق الفعل بها. والوجه الآخر أن يكون معناه: ومن أظلم ممن منع أن يذكر اسم الله في مساجده، فتكون «أن» حينئذ في موضع نصب تكريرا على موضع المساجد وردا عليه. وأما قوله: { وسعى في خرابها } فإن معناه: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وممن سعى في خراب مساجد الله. ف«سعى» إذا عطف على «منع». فإن قال قائل: ومن الذي عني بقوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } وأي المساجد هي؟ قيل: إن أهل التأويل في ذلك مختلفون، فقال بعضهم: الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه هم النصارى والمسجد بيت المقدس. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } أنهم النصارى. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } النصارى كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى، ويمنعون الناس أن يصلوا فيه. حدثني المثنى قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. وقال آخرون: هو بختنصر وجنده ومن أعانهم من النصارى والمسجد: مسجد بيت المقدس. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة قوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } الآية، أولئك أعداء الله النصارى، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } قال: هو بختنصر وأصحابه خرب بيت المقدس، وأعانه على ذلك النصارى. حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } قال: الروم، كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس، حتى خربه وأمر به أن تطرح فيه الجيف وإنما أعانه الروم على خرابه من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا. وقال آخرون: بلى عنى الله عز وجل بهذه الآية مشركي قريش، إذ منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام. ذكر من قال ذلك: حدثني يونس ابن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } قال: هؤلاء المشركون، حين حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين أن يدخل مكة حتى نحر هدية بذي طوى وهادنهم، وقال لهم:
" ما كان أحد يرد عن هذا البيت "
وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فيه فما يصده، وقالوا: لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدر وفينا باق. وفي قوله: { وسعى في خرابها } قالوا: إذا قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة. وأولى التأويلات التي ذكرتها بتأويل الآية قول من قال: عنى الله عز وجل بقوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } النصارى وذلك أنهم هم الذين سعوا في خراب بيت المقدس، وأعانوا بختنصر على ذلك، ومنعوا مؤمني بني إسرائيل من الصلاة فيه بعد منصرف بختنصر عنهم إلى بلاده. والدليل على صحة ما قلنا في ذلك: قيام الحجة بأن لا قوم في معنى هذه الآية إلا أحد الأقوال الثلاثة التي ذكرناها، وأن لا مسجد عنى الله عز وجل بقوله: { وسعى في خرابها } إلا أحد المسجدين، إما مسجد بيت المقدس، وإما المسجد الحرام. وإذ كان ذلك كذلك، وكان معلوما أن مشركي قريش لم يسعوا قط في تخريب المسجد الحرام، وإن كانوا قد منعوا في بعض الأوقات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الصلاة فيه صح وثبت أن الذين وصفهم الله عز وجل بالسعي في خراب مساجده غير الذين وصفهم الله بعمارتها، إذ كان مشركو قريش بنوا المسجد الحرام في الجاهلية، وبعمارته كان افتخارهم، وإن كان بعض أفعالهم فيه كان منهم على غير الوجه الذي يرضاه الله منهم. وأخرى، أن الآية التي قبل قوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } مضت بالخبر عن اليهود والنصارى وذم أفعالهم، والتي بعدها نبهت بذم النصارى والخبر عن افترائهم على ربهم، ولم يجر لقريش ولا لمشركي العرب ذكر، ولا للمسجد الحرام قبلها، فيوجه الخبر بقول الله عز وجل: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } إليهم وإلى المسجد الحرام.
وإذ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بالآية أن يوجه تأويلها إليه، هو ما كان نظير قصة الآية قبلها والآية بعدها، إذ كان خبرها لخبرهما نظيرا وشكلا، إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها بخلاف ذلك وإن اتفقت قصصها فاشتبهت. فإن ظن ظان أن ما قلنا في ذلك ليس كذلك، إذ كان المسلمون لم يلزمهم قط فرض الصلاة في المسجد المقدس، فمنعوا من الصلاة فيه، فيلجئون توجيه قوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } إلى أنه معني به مسجد بيت المقدس فقد أخطأ فيما ظن من ذلك. وذلك أن الله جل ذكره إنما ذكر ظلم من منع من كان فرضه الصلاة في بيت المقدس من مؤمني بني إسرائيل، وإياهم قصد بالخبر عنهم بالظلم والسعي في خراب المسجد، وإن كان قد دل بعموم قوله: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } أن كل مانع مصليا في مسجد لله فرضا كانت صلاته فيه أو تطوعا، وكل ساع في إخرابه فهو من المعتدين الظالمين. القول في تأويل قوله تعالى: { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين }. وهذا خبر من الله عز وجل عمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، أنه قد حرم عليهم دخول المساجد التي سعوا في تخريبها ومنعوا عباد الله المؤمنين من ذكر الله عز وجل فيها ما داموا على مناصبة الحرب إلا على خوف ووجل من العقوبة على دخولهموها. كالذي: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } وهم اليوم كذلك، لا يوجد نصراني في بيت المقدس إلا نهك ضربا وأبلغ إليه في العقوبة. حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال الله عز وجل: { ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } وهم النصارى، فلا يدخلون المسجد إلا مسارقة، إن قدر عليهم عوقبوا. حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } فليس في الأرض رومي يدخلها اليوم إلا وهو خائف أن تضرب عنقه، أو قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } قال: نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إلا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان "
قال: فجعل المشركون يقولون: اللهم إنا منعنا أن ننزل. وإنما قيل: { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } فأخرج على وجه الخبر عن الجميع وهو خبر عمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه لأن «من» في معنى الجميع، وإن كان لفظه واحدا. القول في تأويل قوله تعالى: { لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم }. فأما قوله عز وجل: { لهم } فإنه يعني الذين أخبر عنهم أنهم منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه. وأما قوله: { لهم في الدنيا خزي } فإنه يعني بالخزي: العار والشر. والذلة إما القتل والسباء، وإما الذلة والصغار بأداء الجزية. كما: حدثنا الحسن، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة: { لهم في الدنيا خزي } قال: يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي قوله: { لهم في الدنيا خزي } أما خزيهم في الدنيا: فإنهم إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم، فذلك الخزي وأما العذاب العظيم: فإنه عذاب جهنم الذي لا يخفف عن أهله، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا. وتأويل الآية : لهم في الدنيا الذلة والهوان والقتل والسبي، على منعهم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعيهم في خرابها. ولهم على معصيتهم وكفرهم بربهم وسعيهم في الأرض فسادا عذاب جهنم، وهو العذاب العظيم.
Halaman tidak diketahui