Jami' al-Bayan 'an Ta'wil Ayi al-Qur'an
جامع البيان في تفسير القرآن
خاشعين من الذل
[الشورى: 45] قال: قد أذلهم الخوف الذي نزل بهم، وخشعوا له. وأصل «الخشوع»: التواضع والتذلل والاستكانة، ومنه قول الشاعر:
لما أتى خبر الزبير تواضعت
سور المدينة والجبال الخشع
يعني والجبال خشع متذللة لعظم المصيبة بفقده. فمعنى الآية: واستعينوا أيها الأحبار من أهل الكتاب بحبس أنفسكم على طاعة الله، وكفها عن معاصي الله، وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقر به من مراضي الله، العظيمة إقامتها إلا على المتواضعين لله المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته.
[2.46]
قال أبو جعفر: إن قال لنا قائل: وكيف أخبر الله جل ثناؤه عمن قد وصفه بالخشوع له بالطاعة أنه يظن أنه ملاقيه، والظن: شك، والشاك في لقاء الله عندك بالله كافر؟ قيل له: إن العرب قد تسمي اليقين ظنا، والشك ظنا، نظير تسميتهم الظلمة سدفة والضياء سدفة، والمغيث صارخا، والمستغيث صارخا، وما أشبه ذلك من الأسماء التي تسمي بها الشيء وضده. ومما يدل على أنه يسمى به اليقين قول دريد بن الصمة:
فقلت لهم ظنوا بإلفي مدجج
سراتهم في الفارسي المسرد
يعني بذلك: تيقنوا ألفي مدجج تأتيكم. وقول عميرة بن طارق:
Halaman tidak diketahui