============================================================
وأما الشهداء الذين استشهدوا مع الحسين بتفاصيل أسمائهم وبيان قتالهم فهم على ما ذكره المؤلف ناقلا له عن روضة الصفا(1) للفاضل حسين الواعظ الكاشفي ومن حديقة السعداء لأحمد الشهير بالفضولي الشاعر التركي البغدادي(2).
الحر بن يزيد بن رياح، وكان من حزب عبيد الله بن زياد، فلما رأى التهاب نار الحرب والخصام، وعلم بالظلم الصريح للآل الكرام خاطب عمر بن سعد أمير الجيش وقال ما هذا الرآي المعكوس، وما هذا العمل الذي تشمئز منه النفوس وبأي وجه أتلقى رسول الله يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، نسكت ابن سعد ورجع الحر الى محل اقامته، عاضأ على يديه بسن ندامته، فلم يلبث إلا وانفصل من عسكر أهل الشقا واتصل بحزب أهل التقى، ورافقه على ذلك آخوه مصعب وابته ومولاه ولم يسميا فأخذ بعد الاستثذان يحارب العدوان ويقاتل أهل الفساد والطغيان، فسمع بذلك عمرو بن سعد، فجعل يحتال لجليه ورجوعه إلى حزبه، وأنى له ذلك، فقاتل وقتل كثيرا منهم إلى ان طعنه قسور بن كنانة(3)، وهو أيضا طعنه فوقعا جميعا، ونادى الحر، يا ابن رسول الله أدركني فوصل الحسين إليه، فرآه وقد أغمي عليه، فأخذه وأتى به لعسكره، وجعل رأسه في حجره فافاق وقال متبسما للحسين، آرضيت عني، فقال له رضيت عنك، رضي الله عنك، فتوفى رحمه الله تعالى، ثم أخذ أخوه مصعب يقاتل إلى آن قتل، ثم برز ابنه فإن الولد الحر يقتدي بآباثه الغر، فقاتل وقتل، ثم مولاه كذلك رحمهم الله تعالى، ودفنرا في موضع أرض كريلاء على بعد ساعة من مرقد الحسين" واشتهر بمدفن الحر الشهيد، وزهير بن حسان، وعبد الله بن عمرو بن حصن الهمداني، وابن عمه (6) هو روضة الشهداء - بالفارسية - لكمال الدين حسين الواعظ الكاشفي حديقة السعداء- بالتركية - هو ترجمة لكثاب ررضة الشهداء للاديب المراقي المشهور بفضولي البغدادي، وهو محمد بن سليمان المتوفى بمدينة كربلاء سنة 963ه/1556م.
(3) لم يرد هذا الاسم في كتب التاريخ التي ارخت لاحداث كربلاء.
Halaman 75