============================================================
البغلة، وترفع بين يديه الغاشية، ويتكلم على الكرسي العالي، وكان في كلامه سرعة وجهر، وله كلمة مسموعة اذا قال نصت له، وابتدروا لأمره، وإذا رآه ذو القلب القاسي خضع وإذا مر إلى جامع الجمعة وقف الناس في الأسراق يستلون الله به حوائجهم، وكان له صيت وصوت وسمعه وسمت، ال ولقد عطس في الجامع يوم الجمعة فشمته الناس حتى سمع في الجامع ضجة عظيمة يقولون يرحمك الله ورحمنا بك، وكان المستنجد في مقصورة الجامع فقال: ما هذه الضجة؟ فقيل له قد عط الشيخ عبد القادر، وكان ذا همة وهيبة عظيمة، إذا نظر إلى أحد يكاد يرعد من هيبته، وروي عن الشيخ المعمر ابو المظفر منصور ابن المبارك بن المفضل الواسطي المعروف بجرادة قال: ما رأت عيناي أحسن خلقا وأوسع صدرا ولا أكرم نفسا ولا اعطف قلبا ولا أحفظ عهدا وودا من الشيخ محي الدين عبد القادر، ولقد كان مع جلالة قدره، وعلو منزلته، وسعة علمه يقف مع الصغير، ويوقر الكبير، ويبدا بالسلام ويجالس الضعفاء، ويتواضع للفقراء، وما قام لأحد من العلماء والأعيان، ولا الم بباب وزير قط، ولا سلطان، ولقد كنت عنده يوما في داره وهر جالس ينسخ فسقط عليه تراب من السقف، فتفضه فصار ثلاث مرات يسقط عليه وهو ينفضه، ثم رفع رأسه في الرابعة إلى السقف، فرأى فأرة تبعثر، فقال: طار رأسك فسقطت جشتها في ناحية ورأسها في ناحية، فترك النسخ ويكى، فقلت له: يا سيدي ما يبكيك، قال: أخشى أن يتاذى قليي من رجل مسلم فيصيبه مثلما يصيب هذه الفارة.
و مما يدل على قوته وسمو مكانته وعلو متزلته، ومحبوبيته عند ربه ومزيد عرته وقربه ما حكي من جماعة من المشايخ والأعيان آنهم قالوا ضمن الشيخ عبد القادر لمريديه أن سبعة يدخلون الجنة، وقال: أنا كافل لمريد المريد إلى سبعة آباء بكل أموره، ولو انكشفت عورته أي عورة مريدي بالمشرق وأنا بالمغرب لسترتها، وأمرنا من حيث الحال والقدر أن تحفظ بهما أصحابنا، طوبى لمن رآني أو رأى من رآني ورأى من رأى من
Halaman 243