237

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Wilayah-wilayah
Oman

وصالح الوفد الذين أتوه من نجران على ما وقع بينهم من ذلك، وأقرهم على دينهم.

وقد أمر الله بأخذ الجزية من أهل الكتاب عن يد وهم صاغرون. وقد قيل: إن رسول الله ^ أمر أن يؤخذ من كل حالم دينار، ولم يجعل على النساء والصبيان والعبيد شيئا، وكان يصالح من صالحه في مغازيه من أهل الكتاب، ويقبل منهم ذلك، ويقرهم على دينهم، وقد سماهم الله كفرة، كما قال: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}، فهؤلاء كفروا بالتنزيل.

وقد قال تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}، وقد سماهم الله غير مؤمنين به ولا باليوم الآخر، ولا دائنين بدين الحق، فهذا هو الشرك، وعليه قوتلوا واستحل دماءهم وأموالهم، وقد أقرهم رسول الله ^ على دينهم، وقد روي أنه سئل عن المجوس، فقال ^: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب».

فهذه أسماء أهل الشرك، والأحكام فيهم كما حكم الله ورسوله، وقد أخذ الجزية المسلمون من أهل الأمصار من اليهود وأهل الذمة على أحكام مختلفة. /172/

وقد جعل بعضهم على الدهقان في الشهر أربعة دراهم، والوسط درهمين، ودون ذلك درهما، وهذا على قياس السنة أن على كل حالم في السنة دينارا، (والدينار قيمته اثنا عشر درهما في ذلك الوقت)، في السنة على الدون اثنا عشر درهما، ولا تؤخذ الجزية من المسكين ولا من الرهبان.

Halaman 237