Jamic
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
Genre-genre
وقد كانت الهجرة قبل الفتح، وقد عذر الله المستضعفين الذين قال الله: {لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا}. وقد كان النبي ^ يقبل ممن أراد الإسلام وقال له: «إنه مهاجر حيث ما كان»، مثل خزاعة وغيرهم.
وقد كان العباس بمكة قبل استفتاحها مسلما، وغزا رسول الله ^ خيبر، وأتى حجاج بن علاط مكة، وأخبر العباس في مكة بذلك، فلم يلزمه كفرا، ولا هؤلاء الذين وصفت؛ وهذا ما يدحض من خبرهم وانتحالهم الهجرة، وفي تخلف العباس بمكة. وقد قبل الله ورسوله منه ذلك، وممن أقره الله فيها من الضعفاء الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا دليل على بطلان قولهم: "إن كل دار يحكم فيها بغير ما أنزل الله، لا يقبل فيها من أحد حسنة".
وقد كان أصحاب النبي في أرض الحبشة، والحكم فيها بغير ما أنزل الله، وحسناتهم مقبولة ، والذين كانوا من المسلمين من بعد وقوع الفتنة في الآفاق مع حكام الجور، بالاتفاق /146/ أن الله يقبل إحسانهم، فهذا خطأ من الخوارج.
وأما تسميتهم إياهم بالشرك والكفر من غير ذنب، ولا ارتداد، فذلك خطأ عظيم، وقد قال رسول الله ^ خلافا لذلك: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرم علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها». فهذا ما يبطل قولهم في الهجرة، وفي تحليل أموال أهل القبلة. وقد قال رسول الله ^ لأسامة بن زيد حين طعن الرجل فقتله، بعد ما قال: أنا مسلم، فقال: إنما يعبر عن قلبه لسانه. وقال ^: «وكيف تصنع بقول: لا إله إلا الله».
Halaman 202