Jamic
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
Genre-genre
قيل له: صفة ذات؛ لأن كل ما فعله الله فقد أراده، وإذا كان قوله: {إن الله يفعل ما يريد} كان ذلك صفة الله تعالى أنه المريد؛ لأن ذلك شيء مخلوق أراده بإرادة؛ لأن هذا يصف غير الله، والله هو الفعال لما يريد، كما أنه يفعل ما يشاء، وكما أنه لا يخفى عليه شيء، فثبت أن الله هو المريد، ولما ثبت أنه هو المريد لما يشاء دل ذلك على ما قلنا، كما أنه القادر على كل شيء، والعالم بكل شيء، وذلك من صفاته، وصفاته لم تزل له.
ولا فرق بين القائل الذي قال: إن الله أراد بإرادة هي غيره مخلوقة، وبين من قال: إن الله عالم بعلم هو غيره، فلو جاز هذا جاز هذا.
فلما لم يجز عند المعتزلة أنه عالم بعلم هو غيره لم يجز قولهم: إنه أراد بإرادة هي غيره مفعولة، وهذا القول أفحش من قول من قال: إن الله عالم بعلم.
ولو كان أراد بإرادة هي غيره لم يكن بد من أن يكون أرادها بإرادة أخرى إلى ما لا نهاية له، فثبت أنه المريد كما أنه العالم. وكذلك وصف نفسه، فمن وصفه بغير ما وصف به نفسه في كتابه لم يصب.
مسألة: [هل شاء الله من المشركين الشرك]
- وسأل فقال: إن الله شاء من المشركين الشرك؟
قيل له: نعم.
فإن قال: فما الدليل؟
قيل له: قول الله تعالى: {ولو شاء الله ما أشركوا} دليل على أنه شاء أن يشركوا. وقوله: {ولو شاء الله ما فعلوه}، {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها} دليل على أنه شاء أن يفعلوا، وإذا شاء ذلك فقد أراد ما شاء أن يفعلوه، دل ذلك على أنه هو الذي أراد، وهي صفة ذات وليست بصفة فعل، كذلك المشيئة والعلم والقدرة. وقوله: {ولو شاء الله ما اقتتلوا} دليل على أنه شاء أن يقتتلوا.
مسألة: [في إرادة الله للإيمان من الخلق]
- وسأل عن قول من قال: إن الله أراد الإيمان وشاءه من الخلق كلهم؟
Halaman 118