? وذهب بعض من يقول بالوعيد: إن الله يجيب كل داع يدعوه على الشريطة التي لا يجوز (¬1) أن يخرج الدعاء إلا عليها. وزعموا أن الله جل ذكره قد تضمن بقوله: { ?أدعوني أستجيب لكم } ، (¬2) وقوله تعالى: { ?وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } . (¬3) قالوا: ولم يخص بهذا وليا دون عدو، ولا مؤمنا دون كافر، قالوا: فقد دل على عموم كل داع على سبيل التي أمر الله بالدعاء عليها؛ لأنه إذا خالف ذلك خرج من جملة المتضمن لهم بالإجابة؛ لأن المتضمن لهم الإجابة هم الذين يفعلون ما أمروا به من الدعاء دون غيرهم. وكان بعض شيوخنا يناظرني (¬4) في هذه المسألة ويحتج علي بشيء توهمت أنه كان يذهب إليه ويعتقده (¬5) ويقول به، وهو أن الله جل ذكره لم يتضمن الإجابة لكل من دعاءه بما أمره أن يدعوه به، وإنما أعلم العباد أنه ذو إجابة لدعوة الداعي. وهذا وصف قد يتحصل لإجابة البعض، كما أن وصفه لنفسه بأنه ذو مغفرة للناس على ظلمهم، قد تتحصل المغفرة للبعض دون الكل، والذي نختاره (¬6) ونذهب إليه (¬7) أن الإجابة قد تكون ثوابا وغير ثواب، وقد تكون للمؤمن وغير المؤمن، بحسب ما يعلم الله جل ثناؤه في فعل ذلك من الصلاح، للحجة التي ذكرناها فيما تقدم ذكرنا له، والله نسأله التوفيق لما يحبه ويرضاه.
مسألة
¬__________
(¬1) في (ج) تجوز.
(¬2) غافر: 60 الآية: "وقال ربكم أدعوني أستجيب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".
(¬3) البقرة: 186.
(¬4) في (أ) يناظر.
(¬5) في (أ) ويعتقد وفي (ج) ويعتقده.
(¬6) في (أ) يختاره.
(¬7) في (أ) ويذهب.
Halaman 91