? وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: يا رسول الله إني هششت وأنا صائم فقبلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرأيت لو مضمضت فاك أكنت مفطرا ؟ قال: لا. قال: فذاك ذاك" (¬1) وقيل إنه اجتهد في الحروب برأيه وغزواته. وروي عن عائشة أنها كانت توجب إعادة الطهارة من الكلمة الخبيثة. وقولها في "الاكسال منكر على من ترك الغسل منه" (¬2) وتقول: يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب، ولا يتوضأ من الكلمة العوراء يقولها لأخيه. وقولها في "الاسكال منكرة" على من ترك الغسل منه كيف أوجب عليه الحد، ولا يوجب عليه صاعا من ماء، يعني الغسل، وهذا يدل على أن الصاع من الماء كاف للغسل، وقولها: ولا يتوضأ أحدكم من الكلمة العوراء يقولها لأخيه؛ يدل على إنها كانت ترى نقض الطهارة من الكذب المتعمد عليه ما يذهب إليه أصحابنا، وكثير من الصحابة قد قالوا بالقياس في الحوادث واجتهدوا آراءهم فيها وللحوادث التي كانت بينهم من الاختلاف في الحوادث يدل على ما قلنا، وتركهم التكبر على بعضهم البعض، والتخطئة لهم البراءة منهم يدل على أن الحق في اختلاف المختلفتين والله أعلم. فالواجب على المتفقه إنه يتأمل هذه المعاني وأن يعتبر أحكامها عند النوازل به منها، وبالله التوفيق.
مسألة
الحادثة إذا حدثت لا تخلو من حكم الله فيها، إما أن يكون منصوصا عليها بأخص أسمائها، أو يكون منصوصا عليها في الجملة مع غيرها، والاختلاف بين الصحابة في الحوادث وما يتنازع العلماء فيه من الأحكام لاختلاف المذاهب في المختلف فيه.
¬__________
(¬1) رواه أبو داود.
(¬2) هذه الجملة ما بين قوسين زائدة في (أ).
Halaman 74