قَالَ عليٌّ: فَانْطَلَقت حَتَّى أَدخل على رَسُول الله ﷺ، وَعِنْده زيد بن حَارِثَة.
قَالَ: فَعرف رَسُول الله ﷺ فِي وَجْهي الَّذِي لقِيت، فَقَالَ: " مَا لَك؟ " قلت: يَا رَسُول الله، عدا حَمْزَة على نَاقَتي، فاجتب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيت مَعَه شربٌ. قَالَ: فَدَعَا رَسُول الله ﷺ بردائه، فارتدى ثمَّ انْطلق يمشي، واتبعته أَنا وَزيد بن حَارِثَة حَتَّى جَاءَ الْبَيْت الَّذِي فِيهِ حَمْزَة، فَاسْتَأْذن فَأذن لَهُ، فَإِذا هم شربٌ، فَطَفِقَ رَسُول الله ﷺ يلوم حَمْزَة فِيمَا فعل، فَإِذا حَمْزَة ثمل،
محمرةٌ عَيناهُ، فَنظر إِلَى رَسُول الله ﷺ، فَصَعدَ النّظر إِلَى ركبته، ثمَّ صعد النّظر إِلَى سرته، ثمَّ صعد النّظر إِلَى وَجهه، ثمَّ قَالَ حَمْزَة: وَهل أَنْتُم إِلَّا عبيدٌ لأبي؟ فَعرف رَسُول الله ﷺ أَنه ثملٌ، فنكص رَسُول الله ﷺ على عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، وَخرج وَخَرجْنَا مَعَه. فِي رِوَايَة: وَذَلِكَ قبل تَحْرِيم الْخمر.
١١٨ - الثَّالِث: عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: وضع عمر على سَرِيره، فتكنفه النَّاس يدعونَ وَيصلونَ قبل أَن يرفع وَأَنا فيهم، فَلم يرعني إِلَّا رجلٌ قد أَخذ بمنكبي، فَالْتَفت فَإِذا هُوَ عَليّ بن أبي طَالب، فترحم عَليّ عمر وَقَالَ: مَا ظَنَنْت أحدا أحب إِلَيّ أَن ألْقى الله بِمثل عمله مِنْك، وَايْم الله إِن كنت لأَظُن ليجعلنك الله مَعَ صاحبيك، ذَلِك أَنِّي كنت كثيرا أسمع النَّبِي ﷺ يَقُول: " ذهبت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَدخلت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَخرجت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر ". فَإِن كنت لأرجو أَو أَظن أَن يجعلك الله مَعَهُمَا ".
١١٩ - الرَّابِع: عَن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب قَالَ: سَمِعت عليا يَقُول: سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول: " خير نسائها مَرْيَم بنت عمرَان، وَخير نسائها خَدِيجَة بنت خويلد ".