Pengumpulan Antara Dua Sahih

Ibn Kharrat Ishbili d. 581 AH
94

Pengumpulan Antara Dua Sahih

الجمع بين الصحيحين لعبد الحق

Penerbit

دار المحقق للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

فَقَال: (أَلا إِنَّ الإِيمَانَ هَهُنَا، وَإنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ (١) عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ، حَيثُ يَطْلُعُ قَرْن الشَّيطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ) (٢). لفظ البخاري: أَشَارَ النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَال: "الإِيمَانُ يَمَان هَا هُنَا، أَلا إِنَّ الْقَسْوَةَ. ." الحديث، وفي لفظ آخر: "الإِيمَانُ هَاهُنَا" مَرَّتَين، وذكر في آخر كتاب "بدء الخلق" عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَيضًا يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ قَال: (مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الْفِتَنُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ (٣)، وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ).

(١) "الفدادين": قال أبو عبيد: هم المكثرون من الإبل، وقال الأصمعي: هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم. ورجل فداد شديد الصوت. (٢) مسلم (١/ ٧١ رقم (٥)، البخاري (٦/ ٣٥٠ رقم ٣٣٠٢)، وانظر أرقام (٣٤٩٨، ٤٣٨٧، ٥٣٠٣). (٣) "المشرق": والمشرق الذي أشار إليه النبي ﷺ وأخبر أنه يطلع منه قرن الشيطان ورأس الكفر هو مشرق المدينة، حيث كان ﷺ هناك يشير بيده نحو الشرق، ومشرق المدينة بادية العراق ونواحيها، كما قاله الخطابي. ومما يؤيد ذلك حديث ابن عمر عند مسلم أنه قال: يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الفتنة تجيء من ها هنا"، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان. أخرجه مسلم رقم (٢٩٠٥). وشواهد التاريخ تبين ذلك، فهناك تقاتل الصحابة، فقتل طلحة والزبير وقتل علي، وقتل الحسين، وهناك كانت فتنة الخوارج، وفتنة الزنج، ومن هناك خرجت كثير من الفتن العقدية كالقدرية والمعتزلة والخوارج. وفي ذلك رد على الذين شغبوا على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ بفهم مغلوط من هذا الحديث، وحاولوا تنزيله على وسط الجزيرة، مكابرة وشنآنا. وفي جمع روايات الحديث وتتبع كلام أهل العلم عليه ما يكشف اللبس ويبطل المغالطة، والشيخ محمد بن عبد الوهَّاب إنما جاء نابذًا للشرك والكفر، مجددًا لما اندرس من التوحيد والإسلام فرحمه الله رحمة واسعة.

1 / 46