ذكر تلاوة القرآن، وفضلها وصورتها:
التلاوة الاتباع. من قولهم تلا الشيْءُ الشيْءَ إذا تبعه.
كأن قارئ القرآن يتبع في قراءته ما أنزله الله ﷿ كما كان النبي ﷺ يتبع ذلك إذا قرأه عليه جبريل ﵇.
وقيل: كان الذي يتلو كتاب الله هو الذي يقرؤه، ويعمل بما فيه.
فيكون تابعًا له.
والقرآن يكون سائقًا له، وقائدًا. وهو معنى قوله عز
وجل: (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) أي يقرؤونه، ويعملون بما فيه.
وعن ابن عباس: يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه.
قال عكرمة: ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانًا أي يتبعه.
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢) .
وقال غيره يكونون أتباعًا للقرآن، والقرآن لهم بمنزلة إمام
يقتدون به.
حدثني أبو المظفر الجوهري، ﵀ بالإسناد المتقدم إلى
النسائى، أخبرنا قتيبة بن سعيد، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن
أبيه أن رسول الله ﷺ قال:
"لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل، وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل، وآناء النهار".