Jamal Din Afghani: Abad Pertama 1897-1997
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Genre-genre
التمسك ببعض أصول الأسلاف الشرقيين للتمسك بالقوة لدفع الكوارث. وهو ما يتمسك به الأوروبيون. يلجأ الشرقيون إلى الأسلاف وليس إلى تقليد الغربيين، دفاعا عن الأصالة ضد التغريب والاغتراب الثقافي. (5)
التكافؤ في القوى الذاتية والمكتسبة هو السبيل للمحافظة على العلاقات والروابط السياسية وإلا ابتلع القوي الضعيف احتراما للجميع، والمساواة الفطرية بين البشر، ثم التعارف وتبادل الخبرات بين الشعوب طبقا لتجارب كل منها وكسبها. (6)
درء تهمة تخلف المسلمين والشرقيين وأنهم غير قادرين على اللحاق بالمدنية ما داموا متمسكين بأصول الآباء وإمكانية الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين القديم والجديد، وهو الدرس المستفاد من الاجتهاد. (7)
تقوية الصلات بين الأمم والألفة بين أفرادها، والدفاع عن المنافع المشتركة عامة، وحقوق الشرقيين خاصة تأكيدا لوحدة الجنس البشري والمقاصد الكلية للشريعة، وهي مقاصد الوحي. (8)
إرسالها مجانا كي يتداولها الأمير والحقير، الغني والفقير، فهي نموذج للصحافة الملتزمة بالقضايا الوطنية وليست صحافة الإثارة أو التكسب بالرزايا والمصائب والفضائح.
23
وتجمع العروة الوثقى بين المقال الفكري والتحليل السياسي والوصف الإخباري، فهي مجلة فكرية سياسية تجمع بين الفكر والواقع، بين الأيديولوجية والحزب، بين النظر والعمل. وتعلق على أخبار الجرائد الإنجليزية والفرنسية، وعلى أقوال السياسيين وتصريحاتهم، مثل غوردون وجراهام وجلادستون وبيكونسفيلد وغيرهم. وتعطي أخبار الحرب والمعارك الدائرة بين الإنجليز من ناحية، ومحمد أحمد وعثمان دجمة من ناحية أخرى. وتستدعي ذكريات التاريخ مثل قتال الإنجليز للأمير عبد الله الوهابي على حدود الهند، ومثل حملات فرنسا على الصين. المقالات أقل، والتحليلات والأخبار والتعليقات السياسية أكثر. كما تعطي معلومات مفيدة للمسلمين خاصة وللشرقيين عامة عن الاستعمار والغرب والإنجليز حتى تضيع هيبتهم ورهبتهم من النفوس؛ فقد أباح غوردون بيع الرقيق في السودان وهو الآتي من الحضارة الغربية التي طالما دافعت عن حقوق الإنسان. كما استبعدت بريطانيا مصر من إدارة السودان، وطلبت من الميرغني التدخل لدى عثمان دجمة لوقف جهاده ضد الإنجليز، وإعلان الحرب الدينية على إنجلترا، واستنفار أوروبا وروسيا ضدها، وكشف سياسة التلوي والمخادعة والنفاق التي تتبعها إنجلترا. وتنقد المجلة تدخل الأجانب في شئون الدول الإسلامية، وتقلد الجيش المصري جنرال أجنبي، وتدخل بريطانيا في شئون مصر والدولة العثمانية. كما تساعد المجلة على تبديد وهم القوة البريطانية والعجز عن مقاومتها، ورفض اعتقاد السذج أن الله يؤيد المهدي بالملائكة المسومين. وقد ارتبط القراء بالمجلة وراسلوها مما دفع المجلة إلى التعليق على الرسائل وازدياد ارتباط الناس بها. فمنعت من دخول البلاد المصرية.
لقد عاش الأفغاني في عصر بسمارك والوحدة الألمانية بالقوة وفي عصر الرومانسية الأوروبية. فانعكس ذلك على المجلة بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية بالخطاب الرومانسي لحشد الناس، وأحيانا بالخطابة المباشرة، وأحيانا أخرى بالتأمل النظري، ومرة ثالثة بالتحليل الاجتماعي الطبيعي لأسباب انهيار الدولة الإسلامية. فجاءت تعبر عن عصرها وكل عصر مطحون بالتجزئة والاستعمار الجديد والرهبة من الغرب أو تقليده وفتور الناس وركونهم إلى الوهم والخمول.
24
وتعتمد هذه الدراسة عن الأفغاني في ذكراه المئوية الأولى على منهج القراءة وإعادة إنتاج النص ونقله من ظروف القرن الماضي إلى ظروف هذا القرن، تمثلا للأفغاني وروح عمله؛ فلو أن الأفغاني بعث الآن بعد مائة عام فأي مذهب يرد عليه، الدهريين أم غيرهم من الفرق؟ يكتب
Halaman tidak diketahui