هانز
وأنا أحاول تهدئة الموقف. غادر الغرفة فسكتت ثم قامت فأدارت أسطوانة الموسيقى ومضت إلى الباب فوقفت خلف الدولاب وأسندت رأسها إليه وبكت. مضيت إليها واحتضنتها مهدئا. قالت: أريد الانصراف، أعطني معطفي. قلت لا. بكت وهي تردد أن الكل ضدها، الجميع خدعوها، ويسخرون منها، كلهم يقولون لأنفسهم إنها مجنونة لأنها كانت في المستشفى، وعدتها إدارة المعهد بالعودة إلى الدراسة عندما تغادر المستشفى وإذا بزميلاتها يعترضن. قالت: لا أحد يريدني إلا عندما أكون مرحة، وعندما دخلت المستشفى لم تسأل عني واحدة من صديقاتي. انهمرت دموعها وهي تحكي عن أبيها المريض وكيف كانت تذهب إلى المستشفى وهي في التاسعة تحمل للمرضى الزهور والصحف وتقرأ لهم. وكيف خسرت بموت أبيها الصديق الوحيد. وكيف كانت عندها إوزة تنفعل عندما تراها قادمة وتطلق أصواتا مرحبة. وفي يوم عادت من المدرسة لتجد أن أمها قد طهتها. وقالت إن أحدا لا يريدها إلا لممارسة الجنس. أقنعتها بأن تعود إلى الفراش وتستلقي فوقه. أصرت أن تشرب سيجارة أولا. ثم طلبت نبيذا بمكر المدمن. كان وجهها قد أصبح متوردا وعيناها متقرحتين من البكاء. شكل مختلف تماما لوجهها أعطاها سنا أكبر وحسية. استلقت فوق الفراش وغطيتها بالبطانية. فوضعت رأسها على فخذي واستكانت إلى جواري كطفل وهي باسمة. ملست على شعرها ودلكت لها فروة الرأس. سألتها إن كانت تريدني أن أفعل ذلك فهزت رأسها وهي مغمضة العينين وقالت بابتسامة طفولية:
دا (أجل).
أغمضت عينيها ونامت. كان وجهها على خدها الأيسر مائلا إلى أسفل وقد صنع شعرها حوله هالة متموجة ناعمة. وفجأة فتحت عينيها وقالت: نبيذ. قلت: بعد نصف ساعة. قالت: إذن سيجارة. دخنا ثم نامت مرة أخرى. وهي نائمة ضحكت فجأة. أغلقت النافذة عندما شعرت ببرودة الخريف. استيقظت بعد قليل وقالت: مرت نصف ساعة. قلت: لا. خمس دقائق، نامي. قالت: رأيت حلما ملونا. قلت: شاشة عريضة؟ قالت: لا. كانت هناك بركة ورجل غريب. نامت مرة أخرى بعد أن طلبت مني أن أستلقي بجوارها وأضع ذراعي حولها ودفنت رأسها في صدري. غفوت قليلا مثلها ثم نهضت وخرجت إلى الكوريدور. رأيت
هانز
قادما. قال : ليلة كئيبة. قلت: أنت كنت مرهقا وهي سكرانة وتحبك وتشعر أنك ألقيت بها جانبا. قال إن ما استفزه أنها تتكلم بطريقة
فلاديمير ، نفس حركات يديه وتعبيراته التي تصل إلى معاداة النظام والشيوعية والحزب. أعددنا شايا واستيقظت على الصوت. جلسنا معا نشرب. كانت هادئة باسمة قد أفاقت. بدأ
هانز
يناقشها في امتحانها المقبل وكيف يمكن مساعدتها. اقترح أن أتكفل أنا باللغة الإنجليزية وهو بالشيوعية العلمية والاقتصاد السياسي. قالت إن هناك أشياء لا تفهمها وغير مقتنعة بها ولا تستطيع أن تحفظها. قلنا لها إن هذا ليس مجاله المعهد. اتفقنا على أن تأتي لنساعدها وصعدت إلى غرفتها.
67
Halaman tidak diketahui