============================================================
~~تبا لك يا عبد الدنيا، ويا عبا الخلق، ويا عبد القميص والعمامة والدرهم والدينار والحمد والذم.
ويحك كلك للدنيا، كلك لغير ربك عز وجل، أين حظه منك في خلوتك وجلوتك؟ وما خلقك إلا لعبادته، كل من له عقل ولب وتحصيل يعبد ربه عزوجل ، ويرجع إليه في مهماته، ومن ليس له عقل لا يفعل ذلك، يكون قلبه مسوخا بالخلق، ويحب الدنيا كثير من يدعي الإسلام بظاهره، يقول مثل ما قال الكفار {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا/ وما يهلكنا إلا الدهر) [سورة (1/87] الجائية 24/45] الكفار قالوا هذا كثير وكثير منكم يقولون ذلك، ويسرونه، يقولون بأفعالهم التي تصدر منهم، فما لهم عندي قدر ولا وزن جناح بعوضة فكيف عند الحق؟! لا عقل لهم ولا تمييز عندهم يفرقون به بين النفع والضر.
يا عباد الله: اذكروا الموت وماوراءه، اذكروا الحق عز وجل وتصاريفه في خلقه وفي ربوبيته وعظمته، وتفكروا في ذلك إذا خلوتم عن أهاليكم، ونامت العيون. إذا صح القلب لله عز وجل فلا يدعه مع البيع والشراء والأخذ بالأسباب بيزه ويخلصه ويقيمه من سقطته، وعلى بابه يقعده، وفي بحر لطفه ينومه.
يا معرضا (26) عن ربه عز وجل، سوف ترى إذا انجلى الغبار، عن قريب ترى خراب بيتك، وبطش الحق ( عز وجل بك إن لم ترجع وتلتفت وتنتبه. 87/ ب] ويحك قميص إسلامك مخرق، وقميص ايمانك نجس، ايانك عريان، قلبك (76) في (1): يا ناسيا.
Halaman 101