============================================================
قلوبهم، فحقا علي أن اجل (من (52)) منصبهم وأعلي محلهم، وأنشر الوية المجد عليهم، ولهم إذا أدخلتهم داري ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
أيها العبد: الوقت الذي أنت تستقبله له، أطالبك فيه بالخدمة فلا تطالبني بالقسمة، فإذا تكفلت لك، وإذا استخدمتك أطعمتك. واغلم بأني لا أنساك وإن نسيتني، وإني ذكرتك من قبل أن تذكرني، وإن رزقي عليك دائم وإن عصيتني، وإذا كنت كذلك في إعراضك عني فكيف ترى اكون في إقبالك علي، ما قدرتني (21/] حق / قدري، إن لم تستسلم لقهري ولا رغبت حتى ترى. إن لم تتمثل أمري فلا تعرض عني فإنك لا تجد من تستند [إليه] مني، ولا تغتن بغيري فإن أحدا لا يغنيك عني . أنا الخالق لك بقدرتي، وأنا الباسط منتي، فكما أنه لا خالق غيري كذلك لا رازق غيري، أخلق وأحيل على غيري، وانا المتفضل، وأمنع العباد وجود خيري فثق آيها العبد وأنا رب العباد، واخرج عن مرادك معي أبلغك عين المراد، أذكر سوابق لطفي ولا تنس حق الوداد.
وقد أردنا أن نختم هذا الكتاب بدعاء مناسب لما الكتاب موضوع له وهو: أنا نسالك أن تصلي على [سيدنا] محمد وعلى آل [سيدنا) محمد كما صليت على إبراهيم (1/212) وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك ( حميد مجيد. اللهم اجعلنا من المستسلمين إليك ومن الدائمين بين يديك، وأخرجنا من التدبير معك أو عليك واجعلنا من المفوضين إليك، إنك قد كنت لنا من قبل أن نكون لأنفسنا، فكن لنا بعد وجودنا كما كنت لنا من قبل وجودنا، وألبسنا ملابس لطفك وأقبل علينا بحيائك، وأخرج ظلمات التدبير من قلوبنا، وأشرق أنوار التفويض في أسرارنا، وأشهدنا حسن اختيارك لنا حتى يكون ما تقتضيه فينا وتختاره أحب إلينا من مختارنا.
اللهم لأنفسنا لا تشغلنا بما ضمنت لنا عن ما أمرتنا، ولا بشيء أنت طالبتنا به (53) في (أ): آن.
Halaman 222