لم يكن (ابن حجر الهيتمي) أول أعداء (ابن تيمية) والناقمين عليه، وأيضًا لم يكن آخرهم. ولم يكن ابن تيمية أول من نال الناس منه. ووقعوا في عرضه، ولن يكون آخرهم. هو خلقٌ بشريٌ قديم، من يوم أن قتل (قابيل) أخاه (هابيل) .
وسيستمر هذا الخلق القديم، مادام هناك بشر، ومادام هناك نوابغ ومادام هناك متفوقون. ولن يضير (ابن تيمية)، ولن يضير غير (ابن تيمية) من العاملين للخير والرشاد والهدى، أن تنطلق حولهم الأكاذيب، ما داموا صادقين وماداموا مخلصين.
لكن من هو (ابن تيمية) هذا؟ هو: (تقي الدين أبو العباس أحمد) يقول عنه (ابن الوردي) «: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث» .
ويقول عنه (عماد الدين الواسطي): «فوالله ثم والله لم ير تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تيمية علمًا وعملًا وحالًا وخلقًا واتباعًا وكرمًا وحلمًا» .
ويقول عنه (ابن دقيق العيد): «سائر العلوم بين عينيه يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء» .
ويقول (الحافظ المزي): «ما رأيت مثله،؟ ولا رأى هو مثل نفسه» .
أما أبوه: فهو (شهاب الدين أبو أحمد عبد الحليم) .
يقول (الذهبي): «وكان إمامًا محققًا، كثير الفنون، وكان من أنجم الهدى» .
1 / 6