Jahiz: Pemimpin Kesusastraan (Bahagian Pertama)
الجاحظ: أئمة الأدب (الجزء الأول)
Genre-genre
والأخبار في هذا الباب مستفيضة، نختمها بما رواه ابن عساكر في تاريخه، ولا ندري كنه هذه الرواية ؛ أهي من جد الجاحظ أم هزله؛ قال علي بن قاسم الخوافي: حدثني بعض إخواني أنه دخل على الجاحظ فقال: يا أبا عثمان، كيف حالك؟ فقال الجاحظ: سألتني عن الجلة فاسمعها مني واحدا واحدا؛ حالي أن الوزير يتكلم برأيي وينفذ أمري، ويواتر الخليفة الصلات إلي، وآكل من لحم الطير أسمنها، وألبس من الثياب أفخرها، وأجلس على ألين الطبري، وأتكئ على هذا الريش، ثم أصبر على هذا حتى يأتي الله بالفرج. فقال له الرجل: الفرج ما أنت فيه. قال: بل أحب أن تكون الخلافة لي، ويعمل محمد بن عبد الملك بأمري، ويختلف إلي، فهذا هو الفرج.
أسلوبه وخصائصه
لا أعرف في كتاب العربية كاتبا يداني الجاحظ في قوة طبعه على الإنشاء، وانقياد الجمل إليه، فهو في النثر كالبحتري في الشعر، وطبع كل منهما في فنه مضرب المثل، وما أشبه الجاحظ في ترادف جمله بالبحر الزاخر، ما يرسل موجة إلا ليعقبها بأخرى.
يروعك من أسلوب الجاحظ ذلك السمو في المفردات والتراكيب الصادرة عن طبع فياض، ليس للتعمل فيه أثر البتة؛ فهناك ما شئت من سلاسة وسهولة، وهناك ما شئت من بسط وإسهاب. وأعظم من هذا تلك الشخصية البارزة الماثلة في كل فقرة من فقر الجاحظ، فما أذكر أنني قرأت فصلا إلا تمثل لي في كل جملة عينان جاحظتان تنظران نظرات فيها من معاني الجد والهزل ما لا تترجم عنه إلا العيون، فهو من هذه الجهة أكبر كتاب العربية شخصية، وكل كلمة من كلماته تكاد تكون مطبوعة بطابعه الخاص.
يكثر الجاحظ من الاستطراد حتى يخرج بالقارئ عن الموضوع الذي عقد له الفصل، وما أظن ذلك ناشئا إلا عن غزارة مادته وطاعة الألفاظ له وكثرة المران على الجدل.
عالج الجاحظ كل ما عرف لوقته من ضروب العلم؛ فكتب في التوحيد والقرآن ومذاهب الفرق الإسلامية، وكتب في الأدب وفنونه شعرا ونثرا، وجدا وهزلا، وكتب في الأخلاق والاجتماع وطبائع الناس، وكتب في الحيوان والنبات، ولم يفته أن يكتب في الطب والكيمياء؛ فكأن كتبه صورة عن الكون، تبتدئ بالذر الحقير وتنتهي إلى الخالق العظيم، ولا تخطئ ما بينهما.
يعمد الجاحظ إلى الموضوع الحقير كالنملة مثلا، فلا يزال يصف طبائعها ويورد الحقائق على حزمها حتى تعظم في نفسك. ويقصد إلى الموضوع العظيم كمحنة الإمام أحمد في القول بخلق القرآن، فلا يزال يهون المحنة حتى تظن أن الإمام غلب بالحجة لا بالقوة. وذلك من سحر البيان، وإن من البيان لسحرا، وهو بعد في دقة التصوير وحكاية الواقع ووصف الحديث آية لا تعدلها آية.
أدب الجاحظ أدب واقعي، بل طبيعي، يؤثر التصريح على التلويح، ويصور الحقيقة كما هي، ويرى في ذلك السبيل الأقوم فيدعو إليه، ويعيب من يرغب عنه. قال: «لكل ضرب من الحديث ضرب من اللفظ، ولكل نوع من المعاني نوع من الأسماء؛ فالسخيف للسخيف، والجزل للجزل، والإفصاح في موضع الإفصاح، والكناية في موضع الكناية، والاسترسال في موضع الاسترسال. وإن كان موضع الحديث على أنه مضحك وملهي، وداخل في باب المزاح والطيب، فاستعملت فيه الإعراب انقلب عن جهته. وإن كان في لفظه سخف، وأبدلت السخافة بالجزالة، صار الحديث الذي وضع على يسر النفوس يكربها ويأخذ بأكظامها. وبعض الناس إذا انتهى إلى ذكر الحر و... و... ارتدع وأظهر التعزز واستعمل باب التورع، وأكثر من تجده كذلك فإنما هو رجل ليس معه من العفاف والكرم والنبل والوقار إلا بقدر هذا الشكل من التصنع.»
وربما تعمد الجاحظ اللحن في نقل أحاديث الناس ليحافظ على روايتها كما نطق بها أصحابها. قال في كتاب الحيوان يحكي ما قاله إبراهيم النظام في كلب: «إن كنت سبع فاذهب مع السباع، وعليك بالبراري والغياض، وإن كنت بهيمة فاسكت عنا سكوت البهائم.» ثم قال الجاحظ: «ولا تنكر قولي وحكايتي عنه بقول ملحون من قولي «إن كنت سبع» ولم أقل إن كنت سبعا، وأنا أقول إن الإعراب يفسد نوادر المولدين، كما أن اللحن يفسد كلام الأعراب؛ لأن سامع ذلك الكلام إنما أعجبته تلك الصورة وذلك المخرج وتلك اللغة وتلك العادة، فإذا دخلت على هذا الأمر - الذي إنما أضحك بسخفه وبعض كلام العجمية التي فيها - حروف الإعراب والتخفيف والتثقيل، وحولته إلى صورة ألفاظ الأعراب الفصحاء وأهل المروءة والنجابة، انقلب المعنى مع انقلاب نظمه وتبدلت صورته.»
وهو لا يقف عند هذا الحد، بل ربما نقل كلام الأعجمي بنصه، قال في كتاب البخلاء يحكي حديث بخيل من أهل مرو تجاهل ضيفا زاره من أهل العراق: لو خرجت من جلدك لم أعرفك. قال الجاحظ: وترجمة هذا الكلام بالفارسية: «كراز بوستت بارون ببائي نشناسيم.»
Halaman tidak diketahui