386

Jadid Dalam Kebijaksanaan

الجديد في الحكمة

Penyiasat

حميد مرعيد الكبيسي

Penerbit

مطبعة جامعة بغداد

Tahun Penerbitan

1403م-1982م

Lokasi Penerbit

بغداد

والعلم بالعلة التامة لا يتم من غير العلم بوجه استلزامها لجميع | ما يلزمها لذاتها ، وهذا فيستدعي العلم بلوازمها القريبة بالضرورة ، | فهو إذن يعلم جميع ما بعد المعلول الأول ، من حيث وجوبه به ، وانتهاؤه | إليه في سلسلة المعلولات المترتبة ، ويدخل في ذلك سلسلة الحوادث ، التي | لا أول لها ، من جهة كونها جميعا ممكنة ومحتاجة إليه احتياجا ، تتساوى | إليه في جميع آحادها .

وكما أنه يدرك ذاته بذاته ، من غير افتقار إلى صورة زائدة ، | فكذلك ادراكه لما يصدر عن ذاته ، هو نفش صورة ذلك الصادر عنه ،

التي هي حاضر له ، من غير انطباع . و على مثل هذا يدرك سائر

معلولاته .

و قد علمت انه ليس من شرط التعقل ، انطباع صورة المتعقل في | ذات العاقل على الاطلاق .

وإنما يتشرط فيه ذلك ، إذا لم يكن التعقل متجددا ، ولا المدرك | حاضرا عند المدرك .

فإن البرهان على وجوب حصول صورة المدرك في المدرك ، لم تقم إلا | فيما هو كذلك ، لا غير . بل شرط التعقل مطلقا هو مجرد الحصول ، لا | الحصول على نعت الانطباع .

وفاعل الشيء فقد حصل له ذلك الشيء ، لا محالة ، وليس حصوله | له بأدون من حصوله لما هو قابل له ، فالواجب يعقل ذاته ، ويعقل ما | سواه ، لحصوله له ، ضرورة كونه فاعلا له .

وإذا عقلت الجواهر المجردة ما هو غير معلول لها ، بحصول صورة | فيها ، وجب أن يكون الواجب تعقل تلك الجواهر ، مع ما فيها من الصور | إذ الجميع حاصل له .

وليس تعقله لها بصور أخرى ، بل بأعيان تلك الجواهر ، وما فيها | فلا يغرب عنه شيء من صور الموجودات : الكلية والجزئية ، من غير | حصول صورة فيه ، ولا اتصافه بصفة حقيقية . |

Halaman 550