275

Surat-surat Adab

الرسائل الأدبية

Penerbit

دار ومكتبة الهلال

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Retorik
وقال خالد بن صفوان: ما الإنسان لولا اللّسان إلّا ضالّة. أو بهيمة مرسلة، أو صورة ممثّلة. وذكر الصّمت والنطق عند الأحنف فقال رجل: الصّمت أفضل وأحمد. فقال: صاحب الصمت لا يتعدّاه نفعه، وصاحب المنطق ينتفع به غيره. والمنطق الصّواب أفضل. وروى عن النبي ﷺ أنه قال: «رحم الله امرأ أصلح من لسانه» . قال: وسمع عمر بن عبد العزيز ﵁ رجلا يتكلّم فأبلغ في حاجته، فقال عمر: هذا والله السّحر الحلال. وقال مسلمة بن عبد الملك: إنّ الرجل ليسألني الحاجة فتستجيب نفسي له بها، فإذا لحن انصرفت نفسي عنها. وتقدم رجل إلى زياد فقال: أصلح الله الأمير، إنّ أبينا هلك، وإن أخونا غصبنا ميراثه. فقال زياد: الذي ضيعت من لسانك أكثر مما ضيّعت من مالك. وقال بعض الحكماء لأولاده: يا بنيّ أصلحوا من ألسنتكم، فإنّ الرجل لتنوبه النائبة فيستعير الدابّة والثياب، ولا يقدر أن يستعير اللّسان. وقال شبيب بن شيبة ورأى رجلا يتكلّم فأساء القول، فقال: يا ابن أخي، الأدب الصالح خير من المال المضاعف. وقال الشاعر: وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلّم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلّا صورة اللحم والدّم

1 / 314