أما عمران فقد نزل عليه الخبر نزول الصاعقة، فقد كان فعلا يحب صبيحة. وحاول أن يعاتب عمه ولكن الشيخ إسماعيل روى له الظروف التي تعرض لها عند قبوله لهذه الخطبة، ولم يجد عمران ما يقوله. ولكن الشيخ إسماعيل سأله في وضوح: هل ألام على ما فعلت؟
وفي حزن وأسى: لا لوم عليك، وإنما اللوم على الرجل الفاجر الوضيع الذي لا يخشى الله، ولا يرعى أي حق من حقوق البشر. - لا تحزن يا ابني. وربنا إن شاء الله يعوضك خير عوض. - الأمر لله. وحسبي الله ونعم الوكيل في أمرك يا توفيق يا ابن صبحي. •••
الفصل الرابع
المعلم متولي حسنين تاجر غلال واسع التجارة في روض الفرج، وهو من تجار الجملة المعروفين. وهو متزوج من امرأتين تسومانه العذاب بطلباتهما التي لا تنتهي. ولكل من الزوجتين ابنان وابنة. وهكذا يكون للمعلم متولي أربعة بنين وابنتان. أما أولاده من تفيدة البرشومي فهم يكبرون الأبناء الآخرين، وابنه الأكبر هو سعيد وأخوه ياسر وأختهما الشقيقة هي نوال. أما أبناؤه من زبيدة الكرماوي فهم سليمان وأخته التي تصغره فريدة وأخوها الأصغر شكري. والأبناء جميعهم في المدارس ما عدا سعيدا الذي في السابعة عشرة من عمره، وأخرجه أبوه من التعليم ليعمل معه في التجارة. أما الأبناء الآخرون جميعا والبنتان فقد كانوا ما يزالون تلاميذ لأن سنهم لم تكن تسمح لهم بالعمل مع أبيهم. أما البنتان فقد كانتا صغيرتين وما تزالان تلميذتين في المراحل الأولى من التعليم. وطبعا كان الزواج هو المصير الذي ينتظرهما، ففلسفة المعلم متولي أن البنت ليس لها إلا الزواج.
وقد أثر زواج متولي بزوجتين وكثرة الأبناء على تجارته، فقد كانت مصروفاته تكاد تبتلع مكاسبه. وقد جعله هذا يذهب إلى القرى ويشتري الغلال بنفسه بدلا من أن يشتريها من التجار الذين يتعامل معهم زملاؤه. وقد جعله سفره إلى المحافظات يشتري الأقطان أيضا ويبيعها لصناع الأثاث. وهكذا لم يكن غريبا أن يذهب المعلم متولي إلى توفيق الذي كان حديث الزواج: صليت بنا على النبي. - عليه ألف صلاة وسلام. - أنا أحببتك. - من القلب إلى القلب. - ما رأيك أني أريد أن أشتري منك محصولك كله كل عام. - وما رأيك أن عندي فكرة أحسن. - عجل بها. - ما رأيك أن أشاركك.
وصمت متولي وراح يفكر: ما البأس؟
الواضح أنه مليء وأمواله ستجعل تجارتي أكثر سعة، وتعاونني على المصاريف الكبيرة التي أنفقها على المرأتين والأولاد.
وقال توفيق: الأمر يحتاج كل هذا التفكير؟ - على بركة الله قبلت المشاركة. - توكلنا على الله. - متى تستطيع أن تأتي إلي؟ - غدا إذا شئت. - اجعلها بعد غد، حتى أكون قد حددت موعدا مع المحامي ليكتب عقد الشركة. - وهو كذلك. إنما أريد منك خدمة أخرى. - أنا تحت أمرك. - أريد مكانا للسكنى. - آه ... هذا أمر ليس يسيرا، وإنما توكل على الله. - اجعل محاميك يشترك معك في هذا الموضوع. - وهو كذلك. إنما طبعا أنت تعرف أنك ستدفع عند التعاقد مبلغا محترما. - طبعا أعرف. - اتفقنا. - على بركة الله. - على بركة الله. •••
الفصل الخامس
قال توفيق لزوجته: أنا ذاهب إلى مصر.
Halaman tidak diketahui