Izhar Casr
Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr
Genre-genre
وفي هذا الشهر بلغنا موت شهاب الدين ابن أبي عذيبة المقدسي الشافعي، كان ابن شخص من الجمالين (بالجيم) ثم تزوجت أمه شخصا بالقدس يقال لهك أبو عذيبة، فأقرأه القرآن، ثم لما كان عمروه نحو العشرين حبب إليه التاريخ فعاناه، فمهر فيه، وكتب هو لنفسه تاريخا على السنين، وعلى التراجم، وفاض في ذلك كثيرا، وكان قبيح السيرة في أيام صباه، فكان يحب ثلب الأعراض، لعل ذلك يسترضي قبائحه، ويكف عن ذكر فضائحه، فلما بيعت تركته، إذا الذي كتبه من أمور الناس، نحو مائة كراس، فاشتراها بعض أهل القدس بمال كثير أظنه نحو أربعمائة درهم، فإذا أكثرها في عورات الناس، وأكثرها كذب، وافتراء ولم يسلم منه في هذا عدو، ولا صديق، بل كان أصدق الناس له، أبو العباس المجدلي الواعظ، فقال عنه: إن الذي تحرر له منه بعد الممارسة والاختبار الطويل، أنه ليس له دين، بل دينه دين من يعاشره، ويجد له منه فائدة كائنا ما كان، فأخفى ذلك المشتري ما يتعلق به، وبمن يحبه، أو يرجوه، أو يخشاه، وأذاع ما عدا ذلك، فتكه بعض الناس في أعراض بعض، ولم يبق للناس حديث إلا في ذلك، فأثار في القدس شرا كبيرا، وأورث أضغانا، وأحيا أحقادا، وأطبق الكل على لعنه، وسبه، ولم يوجد بخطه شيء سوى ذلك، قبحه الله، ومات عن نحو خمس وثلاثين سنة؛ فإني أظن مولده بعد سنة عشرين.
أمر الغلاء:
Halaman 216