نظر إليها وأخذ يقلبها في يده، كما لو كان بالفعل يأمل أن يعرف معنى ما فيها بقلب وضع الورقة، ثم أعطاها إلى دي براسي.
قال دي براسي: «على قدر علمي، قد تكون تعاويذ سحرية.»
قال فارس الهيكل: «أعطها لي. إن لدينا من الصفات الكهنوتية ما يجعل لنا بعض العلم الذي ننير به الطريق أمام بسالتنا.»
وهكذا قرأ فارس الهيكل ما يأتي:
أنا، وامبا بن ويتليس، مهرج تابع لرجل نبيل وحر بالميلاد، سيدريك أوف روثيروود، الملقب بالساكسوني؛ وأنا جيرث بن بيوولف، راعي خنازير لدى سيدريك المذكور؛ مع مساعدة حليفينا وشريكينا، وهما الفارس الصالح الملقب حاليا بالكسول الأسود، واليومن الشجاع روبيرت لوكسلي، نعلمك يا ريجينالد فرونت دي بوف، أنت وشركاءك، أيا كانوا، أنه حيث إنكم قد أسرتم ظلما واقتدارا مولانا وسيدنا سيدريك المذكور وفرضتم عليه سيطرتكم، هو وفتاة نبيلة وحرة المولد هي السيدة روينا أوف هاروجوتستاندستيد، وكذلك رجل نبيل حر المولد هو أثيلستان أوف كوننجزبيرج، وكذلك يهودي يدعى إيزاك أوف يورك ومعه ابنته اليهودية، وعدد من الخيل والبغال؛ وعليه نطلب تسليم الأشخاص المذكورين سلفا، هم وجميع أغراضهم ومنقولاتهم، في غضون ساعة من تسلم هذه الرسالة، من غير أذى أو ضرر يلحق بهم. وإن أبيتم، نعلن لكم أننا سنعدكم لصوصا وخائنين، وسنخاطر بأجسادنا ضدكم في معركة أو حصار أو غير ذلك، وسنبذل قصارى جهدنا لتكدير سلمكم وإلحاق الدمار بكم. من أجل ذلك، فليحفظكم الرب، وقعناها في عشية يوم القديس ويزهولد أسفل شجرة البلوط الكبيرة المعينة مكانا لاجتماعنا في ممر هارت هيل، وكتبها رجل مقدس، وهو أحد رجال الدين بطائفة القديس دونستان، في كنيسة كوبمانهورست.
استمع الفرسان لقراءة هذه الوثيقة غير المعتادة من بدايتها لنهايتها، ثم حدق كل منهما في الآخر في ذهول صامت، كما لو كانوا في حيرة من أمرهم فيما يتعلق بما تعنيه . كان دي براسي أول من كسر الصمت بنوبة ضحك جامحة، انضم إليه فيها، ولكن باعتدال أكثر، فارس الهيكل. بينما بدا فرونت دي بوف، على النقيض، غاضبا من مزاحهما الذي كان في غير وقته.
قال: «بحق القديس ميشيل، وددت لو استطعت أن تتحمل وطء هذه المغامرة بنفسك يا دي براسي؛ فهؤلاء الرجال ما كانوا سيجرءون على ارتكاب مثل هذه الوقاحة التي لا يمكن تخيلها ما لم تكن إحدى العصابات القوية تدعمهم.» ثم أضاف مخاطبا أحد أتباعه: «تعال أيها الرجل، هل أرسلت أحدا ليرى أي قوة تدعم هذا التحدي المفرط؟»
أجاب تابع كان حاضرا: «يوجد ما لا يقل عن مائتي رجل تجمعوا في الغابات.»
قال فارس الهيكل: «فلنستدع رجالنا ونهجم عليهم؛ ففارس واحد، بل رجل واحد مسلح، كفيل بالقضاء على عشرين من هؤلاء الفلاحين.»
قال دي براسي: «هذا كاف بل وزيادة؛ إنه لمن العار أن أسدد رمحي نحوهم.»
Halaman tidak diketahui