قالت ريبيكا: «لا تغضبي أيتها الأم الطيبة.»
أجابت أورفريد: «لست بحاجة إلى أن تقولي أكثر من ذلك؛ فالناس يعرفون الثعلب من ذيله، واليهودية من لهجتها.»
قالت ريبيكا: «من أجل الرحمة، أخبريني عما ينبغي علي أن أتوقعه نهاية للعنف الذي ساقني إلى هنا! هل ينشدون حياتي تكفيرا عن ديني؟ سأتخلى عنها بسرور.»
أجابت العرافة: «حياتك أيتها التابعة؟ صدقيني، إن حياتك ليست في خطر. إنهم سيعاملونك كما لو كنت فتاة ساكسونية نبيلة. انظري إلي، لقد كنت شابة مثلك، وكان جمالي ضعف جمالك عندما اقتحم فرونت دي بوف، والد ريجينالد هذا، وأتباعه من النورمانديين هذه القلعة. دافع أبي وأولاده السبعة عن إرثهم من طابق إلى طابق، ومن غرفة إلى أخرى، ولكنهم ماتوا؛ مات كل رجل منهم. وقبل أن تبرد جثثهم وتجف دماؤهم، كنت قد صرت فريسة المنتصر وموضع سخريته!»
قالت ريبيكا: «أليس ثمة عون؟ ألا توجد وسيلة للهرب؟ بسخاء، سأكافئك عن مساعدتك بسخاء.»
قالت العجوز: «لا تفكري في الأمر ؛ فمن الآن فصاعدا لا مفر إلا عبر بوابات الموت. وداعا أيتها اليهودية! يهودية كنت أو غير يهودية، فمصيرك واحد؛ لأن من ستتعاملين معهم ليس لديهم ورع ولا شفقة.»
قالت ريبيكا: «امكثي! امكثي! بحق السماء! إن في حضورك بعض الحماية.»
ردت السيدة العجوز: «إن حضور أم الرب ذاتها لم يكفل لي الحماية.» ثم أكملت مشيرة إلى صورة بسيطة للعذراء مريم، قائلة: «ها هي تقف هناك؛ فلتنظري إن كان باستطاعتها أن تغير من المصير الذي ينتظرك.»
غادرت الغرفة وهي تتكلم، وأغلقت الباب وراءها.
كانت ريبيكا في ذلك الحين تتوقع مصيرا أكثر هولا من مصير روينا، ولكنها كانت أكثر استعدادا، بحكم ما كان لديها من عادة التفكير وقوة عقلها الفطرية، لمواجهة الأخطار التي كانت عرضة لها. كان أول ما اهتمت به هو أن تفحص الغرفة، ولكن لم تجد بارقة أمل في الهرب أو الحماية؛ فلم يكن بالغرفة ممر سري أو باب مسحور. وباستثناء الباب الذي كانت قد دخلت منه المتصل بالمبنى الرئيسي، كانت تبدو محاطة بالجدار الخارجي المستدير للبرج. ولم يكن للباب مزلاج أو قفل داخلي. وكانت النافذة الوحيدة تطل على فضاء له سور يعلو البرج؛ ما أعطى ريبيكا، للوهلة الأولى، بعض الأمل في الهروب، ولكن سرعان ما اكتشفت عدم وجود أي اتصال بأي جزء آخر من أسوار القلعة؛ لأنها كانت في برج صغير معزول في زاوية القلعة.
Halaman tidak diketahui