يا جينكين المرح، أراك مخادعا في ملء الشراب،
تعال ومرر لي الوعاء البني .
ولكن في النهاية عكرت مزاجهما طرقات لوكسلي العالية والمتكررة، فقال الناسك متوقفا عن الإنشاد وسط مقطع طويل: «وحق مسبحتي، ها قد جاءنا مزيد من الضيوف الجهال. لا أرغب، من أجل قلنسوتي الرهبانية، أن يرونا ونحن نرتكب هذا الفعل الجسيم؛ فلكل رجل أعداؤه يا سيدي الكسول الطيب، وثمة من يملكون من الحقد ما يكفي لأن يجعلهم يفسرون هذا الترويح من باب كرم الضيافة الذي قدمته لك، أيها المسافر المتعب، لمدة ثلاث ساعات قصار، على أنه جلسة سكر ليس إلا.»
رد الفارس: «افتراء دنيء! وددت لو كان بوسعي معاقبتهم، ولكن في هذه البلاد أفضل الحديث معهم عبر قضبان خوذتي على أن أتحدث معهم سافر الوجه.»
قال الناسك: «إذن ضع وعاءك الحديدي على رأسك أيها الصديق الكسول، بينما أتخلص أنا من أباريق القصدير هذه التي ما زال أثر محتوياتها يجري على نحو غريب في رأسي. ولكي نغطي على ما فعلته في ألسنتنا من لغو، حيث أشعر حقا ببعض الدوار، فلتندمج معي في اللحن الذي ستسمعني أغنيه، ولا تهتم بأمر الكلمات؛ فأنا نفسي أعرفها بشق الأنفس.»
قال ذلك وبدأ ينشد بصوت راعد باللاتينية: «من الأعماق صرخت إليك يا رب.» وهو يغطي في أثناء ذلك أدوات وليمتهما، بينما كان الفارس الذي كان يضحك من كل قلبه ويلبس دروعه في الوقت نفسه، يساعد مضيفه بصوته من وقت لآخر كلما سنحت له الفرصة بالطرب.
قال صوت من الخارج: «أي صلاة صبح شيطانية تتلوها في هذه الساعة؟»
قال الناسك: «فلتسامحك السماء أيها السيد المسافر! ولتمض في طريقك باسم الرب والقديس دونستان، ولا تقطع علي وعلى أخي المقدس صلواتنا.»
رد الصوت بالخارج: «أيها القس المجنون، افتح الباب للوكسلي!»
قال الناسك لرفيقه: «كل شيء آمن، كل شيء على ما يرام.»
Halaman tidak diketahui