قال مالفوازان: «إذن، عليك أيها الأخ النبيل أن ترجع إلى مكانك لتستمع إلى القرار المتخذ. تعال أيها الشجاع بوا جيلبرت.»
قال ذلك ووضع يده على لجام جواد الفارس كما لو أنه يقوده ليرجع إلى موقعه.
ريبيكا على الوتد، بريشة أدولف لالوز.
قال السير براين غاضبا: «أيها النذل المخادع، ما الذي تعنيه بوضع يدك على لجام جوادي؟» ثم انتزع يد رفيقه، وقاد الجواد راجعا إلى الطرف العلوي من ساحة النزال.
في ذلك الوقت كان قد مر على وجود القضاة في ساحة النزال ساعتان، منتظرين عبثا ظهور نصير.
ومع ذلك، كان الاعتقاد العام أنه لا يمكن لأحد أن يظهر من أجل يهودية متهمة بالسحر، وتهامس الفرسان فيما بينهم بأنه قد حان الوقت لإعلان أن تحدي ريبيكا قد سقط. في تلك اللحظة ظهر على السهل فارس يستحث جواده على الإسراع، متقدما نحو ساحة النزال. صاحت مئات الأصوات: «نصير! نصير!» وهتف الحشد بينما كان الفارس يدخل راكبا جواده إلى ساحة المطاعنة، لكن النظرة الثانية إليه بددت الأمل الذي كان قد بعثه ظهوره في الوقت المناسب؛ فقد بدا جواده، الذي كان قد استحثه للعدو عدة أميال بأقصى سرعة، مترنحا من التعب، وكان الراكب يبدو، سواء بسبب الضعف أو الإعياء أو كليهما، غير قادر على أن يثبت على السرج.
وعندما استدعاه المنادي الذي طلب معرفة رتبته واسمه وغرضه، أجاب الفارس الغريب في الحال وبجرأة قائلا: «أنا فارس طيب ونبيل، جئت إلى هنا لأساند برمحي وسيفي هذه الفتاة ريبيكا ابنة إيزاك أوف يورك في هذا النزاع العادل والشرعي، ولكي أبين أن الحكم الذي صدر ضدها باطل وكاذب، ولكي أتحدى السير براين دي بوا جيلبرت بصفته خائنا وقاتلا وكاذبا، كما سأثبت في هذا الميدان بجسدي في مواجهة جسده، بعون الرب وسيدتنا العذراء وسيدنا القديس جورج الفارس الصالح.»
قال مالفوازان: «يجب أن يظهر الغريب أولا أنه فارس جيد ومن نسب شريف؛ فالهيكل لا يدفع بأبطاله في مواجهة رجال مجهولين.»
قال الفارس رافعا عنه خوذته: «إن اسمي، يا مالفوازان، أشهر من اسمك، ونسبي أنقى من نسبك. أنا ويلفريد أوف إيفانهو.»
قال فارس الهيكل وقد تغير صوته وأصبح مكتوما: «لن أدخل في نزاع معك الآن. فلتعالج جروحك ولتتزود بجواد أفضل، وحينئذ قد أرى أنه يليق بي أن أعاقبك وأستأصل منك روح التبجح الصبيانية هذه.»
Halaman tidak diketahui