141

قادهما بعد ذلك إلى حجرة صغيرة معدة، كما أخبرهما، للإقامة الحصرية للضيوف من ذوي المكانة، وكان على وشك أن ينصرف عندما أمسك الفارس الأسود بيده.

قال: «أرغب في أن أذكرك أيها السيد النبيل أنه عندما تفرقنا آخر مرة، وعدت أن تجيب لي مطلبا مقابل الخدمة التي قدر لي أن أقدمها إليك.»

قال سيدريك: «مطلبك مجاب قبل أن تذكره أيها الفارس النبيل، ولكن في هذه اللحظة الحزينة ...»

قال الملك: «لقد فكرت في هذا أيضا، ولكن وقتي قصير، كما يبدو لي أنه يجدر بنا، عندما نغلق القبر على النبيل أثيلستان، أن نضع فيه بعض التحامل والآراء المتسرعة.»

قال سيدريك وقد ظهر عليه الغضب، ومقاطعا بدوره الملك: «سيدي الفارس ذا القفل، إنني آمل أن يكون مطلبك متعلقا بشخصك وليس بشخص آخر؛ لأنه عندما يتعلق الأمر بشرف بيتي فإنه من غير الملائم أن يتدخل فيه غريب.»

قال الملك بلين: «وأنا لا أريد أن أتدخل إلا بالقدر الذي تسمح لي به. إنك لم تعرفني حتى الآن إلا بصفتي الفارس الأسود ذا القفل. فلتعرف الآن أنني ريتشارد بلانتاجنت.»

صاح سيدريك متراجعا للوراء بمنتهى الدهشة: «ريتشارد أوف أنجو!»

قال الملك: «كلا أيها النبيل سيدريك، بل ريتشارد ملك إنجلترا! الذي شاغله الأكبر ورغبته الأعمق أن يرى أبناءها متحدين معا. والآن فيما يخص مطلبي، فأنا أطلب منك باعتبارك رجلا يحفظ كلمته، وإلا اعتبرت رجلا خائنا ومخلفا لوعده وجبانا، أن تسامح الفارس الصالح ويلفريد أوف إيفانهو وتشمله بعاطفتك الأبوية. وستقر أن لي في هذا الصلح منفعة، وهي سعادة صديقي، وقمع الشقاق بين رعاياي المخلصين.»

قال سيدريك مشيرا لابنه: «وهذا هو ويلفريد!»

قال إيفانهو منبطحا عند قدمي سيدريك: «أبي! أبي! امنحني عفوك!»

Halaman tidak diketahui