Ittihafat As-Sunniah Bil Ahadith Al-Qudsiah
الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية
Penyiasat
عبد القادر الأرناؤوط - طالب عواد
Penerbit
دار ابن كثير دمشق
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
Perbualan
فرفع المولى ذلك عن عباده، ووسع عليهم بأن غير الجسد، فيزهد الناس فيه، فيدفن، ويقبر، ويذهب، فتأكله الأرض والدود. فسبحانك يا رب ما أرأفك بعبادك، وأرحمك!
والخصلة الثالثة: أن الله -جل ذكره- إذا حزن عبده بسبب فقد ولد له، أو قريب، أو أصابه بلاء، أو ذهب ماله بسبب ما، أوغير ذلك؛ يسلب، ويذهب من صاحب الحزن حزنه، وينسيه ذلك؛رحمةً بنا، وتوسعة على خلقه، وإن لم يفعل الله ذلك به، وتركه ونفسه؛ لأصبح وأمسى حزينًا لا يفكر في شيء ما، وكذلك غيره، فتتعطل مصالح الناس، وتشل حركتهم، وتضييق معايشهم، ويحصل الخلل، والتوازن. فسبحانك من إله تعبد لذاتك! اللهم إني أسالك أن توفقني، وإخواني إلى شكرك، والاستسلام لقضائك، وحكمك، والانقياد لأوامرك!
٩٩- "ثلاث من حافظ عليهن؛ كان وليي حقًا، ومن ضيَّعهن؛ كان عدوي حقًا: الصلاة، والصوم، والغسل من الجنابة"١. رواه البيهقي عن الحسن مرسلًا، وابن النجار عن أنس.
ش- الولي: ضد العدو. وهو فعيل إما بمعنى مفعول، وهو من يتولى الله أمره، وحفظه على التوالي، فلا يكله إلى نفسه طرفة عين، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف:١٩٦] وإما بمعنى فاعل، وهو من يتولى عبادة الله، وطاعته، ويتوالى عليه من غيرتخلل بمعصية، وكلا الوصفين شرط في الولاية، كما ذكره القشيري٢، والمراد به هنا: من حافظ على ثلاث: الصلاة، والصوم، والغسل من الجنابة. والعدو: ضد الولي. والصلاة، والصيام: تقدم الكلام عليهما قبل. والغسل -بضم الغين المعجمة-: إراقة الماء على
١ رواه الطبراني في الأوسط رقم"٨٩٦١". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد "١/ ١٩٣"وقال: رواه الطبراني في الأوسط. وفيه عدي بن الفضل ضعيف! من حديث أنس ﵁. وإسناده ضعيف.
٢ القشيري: هو الإمام الزاهد، القدوة، الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري، الخراساني، النيسابوري، الشافعي، المفسر، صاحب الرسالة. ولد سة ٣٧٥هـ قال القاضي ابن خلكان: كان أبو القاسم علاة في الفقه والتفسير، والحديث، والأصول، والأدب: توفي ﵀ سنة ٤٦٥هـ.
1 / 120