Ittihaf Hadith
إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث
Penerbit
دار ابن رجب
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
Genre-genre
(١) أبو عبد الله، عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان. أسلم في وفد ثقيف، فاستعمله النّبيّ ﷺ على الطائف، وأقَرَّهُ أبو بكر ثمّ عمر، ثمّ اسعمله عمر على عمان والبحرين سنة خمس عشرة، ثمّ سكن البصرة حتّى مات بها في خلافة معاوية، قيل: سنة (٥٠ هـ)، وقيل: سنة (٥١ هـ)، وكان هو الّذي منع ثقيفًا عن الردة؛ خطبهم فقال: كنتم آخر النَّاس إسلامًا، فلا تكونوا أولهم ارتدادًا. ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٣/ ١٠٣٥)، و"أسدّ الغابة" (٣/ ٤٧٥)، و"الإصابة" (٤/ ٤٥١). (٢) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (١٧٤٤٦)، وفيه علي بن زيد، وهو ضعيف، ثمّ إن الحديث من رواية الحسن البصري عن عثمان بن أبي العاص، والحسن لم يسمع منه. إِلَّا أن الحديث صحيح: أخرجه البخاريّ (١١٤٥)، ومسدم (٧٥٨)، وأبو داود (١٣١٥)، والترمذي (٣٤٩٨)، وابن ماجه (١٣٦٦)، ومالك (٤٤٧)، والدارمي (١٤٧٨)، وأحمد (٧٤٥٧) من حديث أبي هريرة ﵁؛ أن رسول الله ﷺ قال: "ينزل رَبَّنَا ﵎ كلّ ليلة إلى السَّماء الدنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". لفظ البخاريّ. (٣) وشرط الاستفهام هنا: ألَّا يكون بأداة تليها جملة اسمية خبرها جامد؛ فلا يجوز النصب في نحو: "هل أخوك زيد فأكرمه؟ ". فإن قلت: فما بال الفعل لم ينصب في جواب الاستفهام في قول الله ﷿: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً﴾ [الحجِّ: ٦٣]؟ قلت: لوجهين: أحدهما: أن الاستفهام هنا معناه الإثبات، والمعنى: قد رأيت أن الله أنزل من السَّماء ماء. والثاني: أن إصباح الأرض مخضرة لا يتسبب عما دخل عليه من الاستفهام، وهو رؤية المطر، وإنّما يتسبب ذلك عن نزول المطر نفسه، فلو كانت العبارة: أنزل اللَّه من السَّماء ماء فتصبح الأرض مخضرة، ثمّ دخل الاستفهام - صح النصب. فإن قلت: يردّ هذا الوجه قوله تعالى: ﴿أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي﴾ [المائدة: ٣١] فإن مواراة السوأة لا يتسبب عما دخل عليه حرف الاستفهام؛ لأنّ العجز عن الشيء لا يكون سببًا في حصوله. قلت: ليس "أواري" منصوبًا في جواب الاستفهام، وإنّما هو منصوب بالعطف على الفعل المنصوب، وهو "أكون". =
1 / 207