Ittihaf Abna Casr

Amin Wasif d. 1346 AH
73

Ittihaf Abna Casr

إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر

Genre-genre

سيف الدين قطز

ولما قتل عز الدين قام بالأمر بعده ابنه نور الدين علي، وكان سنه عشر سنين، وجعل الأمير قطز نائبه، وفي أيامه أخذ التتار بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم كما تقدم، وزحفوا على الشام فاستشار الأمير «قطز» الأمراء وقبض على الملك ووالدته وإخوته، واعتقلهم بدمياط ببرج السلسلة، بعد أن حكم سنتين فلم يلبث أن جاء الخبر بأن «هولاكو» حفيد «جنجيس خان» والتتار وصلوا بلاد الشام، واستنجد أهلها بملك مصر فسار بجيوشه والتقى مع التتار بعين جالوت، فهزمهم وغنم منهم كثيرا، وكان بيبرس البندقداري من أعيان مملكته فساق وراء التتار وطردهم عن بلاده، وكان السلطان وعده بحلب ولم يف له، فوقعت الوحشة بينهما انتهت بقتل السلطان وتولى بيبرس السلطنة.

السلطان بيبرس البندقداري

وهو من مشاهير ملوك هذه الدولة، وهو صاحب الفتوحات العظيمة، تولى سنة 658ه الموافقة سنة 1260م، أصله تركي، اشتراه الملك الصالح «نجم الدين أيوب»، وأعتقه. ولا زالت الأقدار تساعده حتى وصل ما وصل. وكان شجاعا يباشر الحروب بنفسه، له الوقائع الهائلة مع التتار ثم مع الفرنج، وفتح بلاد النوبة ودنقلة ولم تفتح قبله مع كثرة الغزوات، وجدد عمارة الجامع الأزهر بعد أن خرب، وانقطعت الخطبة منه مدة طويلة، فأعادها كما كانت، وله صدقات وأوقاف كثيرة، وبنى الجامع الكبير بالحسينية، وأكمل عمارة المسجد النبوي من الحريق، وغسل الكعبة بماء الورد بيده، وبنى المدرسة تجاه البيمارستان «النحاسين» بالقاهرة، وقناطر أبي المنجا جهة قليوب، وقنطرة السباع أمام السيدة زينب، ولما خرج لقتال التتار استفتى العلماء في أخذ أموال من الرعية للإعانة بها فأفتوه، إلا النووي فانه امتنع وكلمه كلاما شديدا، فغضب عليه وأمره بالخروج من الشام، فخرج إلى بلدة نوى، ثم أمر برجوعه فامتنع وقال: لا أدخلها والظاهر فيها، والظاهر هو أول من رسم موكبي المحمل وكسوة الكعبة بمصر، وذلك سنة 675ه الموافقة لسنة 1276م، ومات الظاهر بعد أن حكم 17 سنة وكسورا، وخلف الظاهر بيبرس ابنه الملك السعيد «ناصر الدين أبو المعالي محمد بركة» سنة 676ه الموافقة لسنة 1676م، فلم يمكث إلا قليلا وخلع سنة 687ه، وخلفه أخوه الملك العادل بدر الدين سلامش، فخلع بعد أشهر وبعث به إلى الكرد فسجن مع أخيه.

الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفي

وهو رأس الدولة القلاوونية باعتبار مؤرخي الإسلام؛ ولذلك يسمى بأبي الملوك، وسمي بالألفي؛ لأنه اشتري بألف دينار، وأصله من مماليك الصالح «نجم الدين أيوب»، وكان شهما بطلا منصورا في حروبه، وله محاربات ووقائع كثيرة مع التتار، وغزى بلاد النوبة سنة 687ه الموافقة سنة 1288م، وكان له فيها فتوحات عظيمة، وعاد منها بغنائم جسيمة، وله عمارات كثيرة منها: المدرسة المنصورية، ونقل إلى هذه العمارات أعمدة قلعة الروضة ورخامها، وقد أكثر من شراء المماليك الجراكسة وأسكنهم بالقلعة حتى بلغ عددهم ستة آلاف، وهو الذي بنى بقلعة الجبل دار النيابة في سنة 687ه، وكانت تجلس بها النواب إلى أن هدمها ابنه الناصر محمد وأبطل النيابة والوزارة، فبناها بعده الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون، وفي سنة 679 مات المنصور قلاوون، وأحدث في أيامه وظيفة كتابة السر واللعب بالرمح في موكبي المحمل والكسوة، وأبطل عدة مكوس.

الملك الأشرف صلاح الدين خليل

تولى بعد موت أبيه سنة 690ه الموافقة سنة 1291م. وفي أيامه كانت الحروب قائمة بينه وبين الفرنج في السواحل الشامية فأجلاهم عنها، وفتح عكا وهدمها وجملة حصون، وبعد عودته توجه إلى قوص، ومن هناك سافر إلى اليمن وإلى الكرك ثم عاد إلى مصر. وفي أيامه بلغ عدد المماليك عشرة آلاف، وسمح لهم بالخروج إلى داخل البلد نهارا ويبيتون بالقلعة ليلا. وفي سنة 692ه الموافقة لسنة 1293م بنى بالقلعة قصر الأشرفية، وعمر أيضا الرفرف وجعله عاليا، وصور فيه أمراء الدولة، وعقد عليه قبة على عمد وزخرفها، وكان مجلسا يجلس فيه السلطان إلى أن هدمه الناصر محمد بن قلاوون. والغالب أن محله القصر الأبلق «الطوبخانة الآن». وفي سنة 693ه قتل؛ وسبب ذلك أنه كان خرج إلى الصيد وساق إلى الطرانة فتبعه الأمير بيدره ومعه جماعة فقتلوه هناك، وحكم بعده، وسمى نفسه الملك القاهر فحكم يوما واحدا وقتل، ودفن الأشرف بجوار مشهد السيدة نفيسة.

الملك الناصر محمد بن قلاوون

تولى سنة 693ه وعمره تسع سنين، فأقيم كفيلا له الأمير «كتبغا المنصور» فقتل؛ قتله الملك الأشرف ، وقبض على بعضهم وولى عقوبتهم بيبرس الجاشنكر، وآل أمرهم إلى أن قطعت أيديهم وأرجلهم وعلقت في أعناقهم، وشهروا في مصر والقاهرة. ثم إن مماليك الأشرف أحدثوا فتنة، قبض على ثلثمائة نفس منهم، وقطعت أيديهم وأرجلهم وصلبوا بباب زويلة وذلك سنة 694ه، ورجع إلى السلطنة وعزل؛ ورجع ثالثا ومكث حاكما حتى مات سنة 740ه، وكانت مدة خلافته 43 سنة دون اعتزاله السلطنة.

Halaman tidak diketahui