Ittihaf Abna Casr
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Genre-genre
إن هذا الحجر هو آخر حدود مصر من جهة الجنوب، ولا يسوغ لأحد من أمة الزنج أن يتجاوزه إلا إذا كانت سفنه مشحونة بالثيران والمعز والحمير.
الملك أمنما الثالث:
ويسمى أيضا «أمنمحعت الثالث»، وهو الذي نظم جسور النيل وحفر الترع العظيمة وصنع البركة المعروفة عند الجغرافيين باسم «بركة موريس» بالفيوم، وصنع بوسطها هرمين يعلوهما صورته وصورة زوجته، وهو الذي بنى هرم اللاهون وحفر الترعة المعروفة الآن باسم بحر يوسف بالفيوم، وشيد سرايا بها 1500 أودة تحت الأرض و1500 فوقها، وأعدها مجلسا لأعيان مصر والكهنة ليتداولوا فيها في الأمور السياسية والمنافع العامة، وهي المعروفة الآن باسم سراي «لبرنت أو التيه أو البرية» وقد بنى هذا الملك مقياس النيل بوادي حلفة وموجود أثره إلى الآن، وانتظمت أحوال مصر في مدته واشتهرت بالعلوم والصنائع وأتقن فن البناء ونحت الأحجار.
وأما العائلة الثالثة عشرة والرابعة عشرة لم يعلم لهما شيء من الآثار، والأولى تختها طيبة والثانية سخا. (ب) العائلة الخامسة عشرة
هذه العائلة مجهولة الحال أيضا ، غير أن عرب الرعاة أغاروا على مصر في مدة حكمها، ونزعوا الملك منها، وجعلوا تخت حكمهم مدينة منفيس.
ذكر عرب الرعاة أو الهكسوس:
ذكر المؤرخون أن قبائل الهكسوس كانوا أخلاطا من العرب وأهل الشام والكنعانيين، وكانت قبائل رحل نزل، أغاروا على مصر (2213ق.م) من جهة الشمال الشرقي واستولوا عليها وقتلوا العباد وأحرقوا البلاد وخربوا الهياكل ونهبوا ما كان بها، ورحل بعض الوطنيين إلى الصعيد، ومكثوا بمدينة طيبة. وأما عرب الرعاة فقد اختاروا ملكا عليهم يدعى سلاطيس، فبادر بتشييد القلاع والحصون في الجهات التي يخشى عليها، وفي عصر هؤلاء الأقوام تكاثر ورود أهل آسيا واتخذوا منهم جنود ليكونوا لهم أعوانا عند الشدائد، ولم يمض على العرب زمن طويل إلا وتدينوا بدين المصريين، وتركوا الغلظة والفظاظة، وشرعوا في إحياء التمدن ونشر العلوم بعد ما تعلموا القراءة والكتابة، وفي أيام هؤلاء الأمم وفد يوسف الصديق على مصر وبيع فيها، ودخل بعد ذلك في خدمة الدولة المصرية، وما زال يترقى إلى أن صار عزيزها، والقصة مشهورة، ثم جاء يعقوب عليه السلام وأولاده الأحد عشر، فأنزلهم يوسف عليه السلام جهة الشرقية وأقطعهم وادي غسان، وهو المعروف برأس الوادي. ثم قامت الحروب على قدم وساق بين المصريين وأمة الهكسوس، ولم يتمكن المصريون من إجلائهم عن مصر إلا في مدة الملك أحميس رأس العائلة الثامنة عشرة.
الطبقة الثالثة (أ) العائلة الثامنة عشرة الطيبية 1703-1462ق.م
الذين حكموا من هذه العائلة أربعة عشر ملكا، ومدة حكمهم 241 سنة، ظهرت هذه العائلة من مبدأها بأقوى مظهر، وتفاخرت بانفرادها بالشوكة الملوكية والسطوة الأهلية، ومن أشهر ملوكها الملك أحميس الذي طرد عرب الرعاة بعد أن مكثوا بمصر أكثر من خمسة قرون، وكانت زوجته أتيوبية؛ ولذلك انقادت له أهل الأتيوبيا، وصارت له الكلمة النافذة على كل مصر من الشلالات لغاية البحر الأبيض المتوسط.
كيفية طرد عرب الرعاة (1703ق.م):
Halaman tidak diketahui