Pengesahan Kenabian Nabi
إثبات نبوة النبي
Genre-genre
فأما من عاند وتواقح (¬2) ، فإنه ادعا المقاربة ، وأوهم الأغمار المماثلة ، ولم يدع أحد أنه يبرز عليه ، ويطلب وراءه أمرا للمزيد ، لوضوح الأمر في بلوغه الغاية ، ولحوقه درجة النهاية . فكان وقوعه على غاية الاحكام والاتقان ، أوضح من سائر ما ذكرناه ، لأن عامة ذلك قد زيدت عليه زيادات على مقدار احتمال الصنعة ، والقرءان ارتفع عن ذلك ارتفاعا حسم المطامع عن ابتغاء المماثلة ، فكيف ابتغاء الزيادة ؟! فصح بذلك ما ادعيناه ، ووضح ما ذكرناه .
على أنه لو ثبت أن وراء غاية القرءان غاية يترتب وقوعها مزيدا يطلب ، لم يقدح ذلك في استدلالنا هذا ، لأنا قد علمنا أنه لما حصل ووقع ، لم يكن وقوعه على أدنى مراتب الكلام وأضعف وجوهه ، بل كان متجاوزا لذلك شأوا بعيدا ، وأمدا مديدا .
وهذا القدر كاف في وقوعه على وجه انتقضت به العادة .
على أنا نقول لهذا السائل: إن كنت تعرف شيئا من الأشياء بلغ الغاية في مجرى العادة ، فأبن عنه لنوضح بمثله أن ما ادعيناه في حال القرءان أوضح من ذلك ، ولسنا نريد بالغايات التي ذكرناها في هذه المواضع أجمع الغاية التي لا تكون في المقدور أو المعلوم ما يزيد عليها . وإنما نريد ما يسمى غاية ، ويعد نهاية في مثله من طريق العادة ، فليكن ذلك مقصورا عند الناظر في كلامنا هذا . فإن المدار عليه ، والغرض ينتهي إليه .
فإن قيل: ما تنكرون على من قال لكم: إن ما ادعيتموه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتداء الاتيان به لا يصح ، لأن الفصاحة لم يكن هو صلى الله عليه وآله وسلم ابتدأها ، بل كانت متقادمة العهد ، متداولة [بين] العرب ، قد استمرت عليها الأعصار ، وتصرفت فيها الأفكار ؟
Halaman 164