Pengesahan Kenabian Nabi
إثبات نبوة النبي
Genre-genre
على أن ما نعرفه من حكم التحدي ، وأنه كان لا بد من حصول المعارضة من القوم ، ولم يتعذر عليهم ، معلوم لكل عاقل ، ومعلوم أيضا أحوال القوم وأحواله صلى الله عليه وآله وسلم بكمال عقله ، فلولا أن القرءان من عند الله عز وجل ، كان لا يجوز أن يتحدى ذلك التحدي ، لعلمه بأنه يؤتى بمثله في أقرب مدة ، كما أن إنسانا لو جاء إلى أعدائه ، وطلب الترؤس عليهم ، والتحكم بما شاء فيهم ، وأن يكون أولى بأنفسهم منهم ، وقال: دلالتي على ما أدعي أني أكلمكم اليوم طول نهاري ، فلا يمكن لأحد منكم أن يجيبني . فمن المعلوم إذا كانت الأحوال سليمة ، أن لا يدع أحدا منهم أن يجيبه ، وأن يكون هو لا يفعل إذا كان عاقلا سليما ، سيما إذا كان مبنى أمره على الصدق ، ومجانبة الكذب .
وهذه كانت حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع العرب فيما تحداهم به ، لولا أنه من عند الله عز وجل .
فإن قيل: ما تنكرون على من قال لكم: إن ذلك كان خطأ من جهة الرأي على ما قلتم ، وأن الأولى كان لا يأتي به ، إلا أن الحازم قد يزل ، والمصيب قد يخطئ ، والمحق (¬1) قد يسف ، وإذا كان ذلك كذلك ، لم يجب أن يكون ذلك من عند الله عز وجل ، وجاز أن يكون من عنده ، اتفق على سبيل الخطأ كما يتفق من الناس ، ثم اتسق الأمر على مراده ، فلم يعارض الاتفاق ، كما يتفق في كثير من الأمور أن يخطئ فيه الانسان ، فيجري الأمر مع خطئه على مراده على سبيل الاتفاق .
قيل له: إن الخطأ إذا عظم وفحش حتى يشترك في العلم به المميز المحصل ، والغمر الذي لم يحكم التجارب ، بل المراهق الذي لم يبلغ بعد الحلم ، لم يجز أن يقع من العاقل المميز الذي له في التحصيل والتنقير عن الأمور أوفى الحظوظ .
Halaman 152