============================================================
في بعض الاوقات بتحريم يعض المأكولات ، وتحليل بعضها ، ثم دعانا بعد ذلك الى ان نستعمل جوارحنا في اداء الشرائع الواجبة علينا . كذلك العقل يحكم اولا علينا في استعمال الجوارح فيما يجري نفعه علينا من جر منفعة او دفع مضرة.
والآن : نجمل القول فيما قصدناه فنقول : ان العقل ظهوره في الانسان من أربعة مواضع : اثنان لطيفان ، واثنان كثيفان ، فالموضع الأول : من الغريزة ، والموضع اثاني : من الرسول ، والموضع الثالث : من الشريعة ، والموضع الرابع : من التأويل . فمن وقف على الموضع الآول . ولم يقف على المواضع الثلاثة بعده ، فقد وقع في التعطيل .
كبثل التذي ينعق بيما لا يتسمع إلا دعاء ونداء صم بكنم عمني فهم، لا يعقيدوني وكمثل الذي ينعق بما لا بسمع الا دعاء . ونداء من ارتقى من الموضعين الى الموضع الثالث ، واستعمل الشريعة بجهده وطاقته ولم يرتق الى الموضع الرابع ، فقد وقع في الغمة والتشبيه . ومثله كما قال الله تعالى فيهم : ت وقدمنا إلى ما عملوا مين عمل فجعلناه هباء منشورا)ومن ارتقى ا ل ا تا ا ا ت د ن يو معجا ا لد د حه التد مسلما بالشريعة ، مؤمنا بالتأويل ، وهو الذي وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه بقوله تعالى :{ ليس على التذين آمنوا وعملوا الصاليحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا م اتقوا وأحسنوا والله يحب المحينين* وهذه منزلة الايمان الغريزي عند قوله: {إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات وهذه منزلة الايمان بالرسول .
ثم اتقوا وأمنوا فهذه منزلة استعمال الشريعة ، ثم {اتقوا وأحسنوا وهذه الثلاثة قبلها . فالعقل اذا بالغريزة ، اول رسول وبالتأويل آخر رسول ، والرسول الجماني بالاداء اول رسول ، وبالشريعة آخر رسول ، فقد ظهر ان العقل اول رسول من الصانع الى المصنوعين ، والرسول الجسماني آخر رسول . ولتصنع لما رسمنا
Halaman 73