============================================================
كتاب ائيات النبومات النطق الى القدس فعجز الانسان عن قيوله ، وبقي الاتفاق بين المؤيدين في القدس، مع التطق، والحيواة والما والجسمية والجوهرية . والتفاوت ايضا بين المؤيدين باق على ما نشرحه في بعض فصول هذه المقالة ، وهكذا كل نوع من انواع النبات والحيوان متفاوت عن نوع غيره ، وان كان بينهما اتفاق ، وكذلك كل شخص من الاشخاص متفاوت عن شخص غيره مع الاتفاق الذي بينهما ، من الوجه الذي اتفقا عليه ، والمثال في ذلك ان نوع الكمثري يخالف نوع التفاح من جهة فعله ، وطبيعته ، وخاصيته ، وصورته ، وشكله ، وتوافقه من جية تمائه ، ونباتيته ، واغتذائه ، ونشونه، وبلاثه ، وكذلك ثمرة الكمثري تخالف ثمرة كمثري اخرى من جهة فعلها ، وطبعها : وخاصيتها ، وطعمها، ولونها ، وريجهار1 ، وتوافقها من جهة نوعها ، وشكلها .
وصورتها ، ونمائها ، ولولا الموافقة الي بين الاشياء للتفاوت من بعض الوجوه لبطل الكون والفساد اللذان بهما بقاء الاشخاص ، مثال ذلك انه لو لم تكن الاغذية من الاقوات مشاكلة للطبائع ، لم تكن تقوتها . واذا لم تقوتها لم يكن لها بقاء في نشوه المواليد ، فلما قوتها الاقوات ، دل على انها مشاكلة لها ، وهكذا المواليد مشاكلة لامهات ، وان امتنع حدونها منها ، وهكذا الناس ، والمويدون فيهم مشاكلة من جهة الانفس ، فمن اجل ذلك امكنهم قبول العلم منهم ، وافادتهم اياهم ، وما يصنع بالاشياء الجسمانية ، من جهة اتفاق بعضها مع بعض .
وقد نظن ان بين السابقين ، وبين جميع المعقولات من الجسمانية والروحانية مشكلة ، وموافقة حتى قد يظن العقل معقولا ، والمعقول عقلا ، ولولا ذلك لكان العقل غير تام ، والقول في ايضاح هذا المعنى مستغلق ليس للكلام فيه ههنا وجه : اذ هو خارج عن عرض هذه المقالة ، ولعلنا نشرحه في بعض كتبنا انشاء الله تعالى.
ولما اردنا ان يقع حس البشر على ما شرحناه من اتفاق المتفاوتين بعضها مع بعض اردنا دائرة محيطة بست دوائر في وسطها، وسميت الدائرة المحيطة دائرة الجوهر.
الي تتلوها دائرة الجسم ، والي تتلو الجسم دائرة النما ، والتي تتلو النما دائرة الحياة : الي تتلو الحياة دائرة النطق ، والي تتلو الجسم دائرة الما ، والي تتلو الحياة دائرة النطق ، والتي تتلو النطق دائرة القدس ، وجعلنا مركز الدوائر كلها مركزا واحدا.
وسميناه العقل، والنقط الست الي تبتدئ منها كل دائرة هي النفس، وكتبنا ما بين كل (1) في نسخة م وردت رعها.
Halaman 44