============================================================
المقالة الاولى الفصل الرابع من المقالة الاولى : ه في لمية التفاوت" ليس البحث عن اللمية ، غير البحث عن العلة ، فمتى ما وقف الانسان على علة الشيء . فقد وقف على لميته ، وان علة تفاوت المخلوقين ، اولا كمال القدرة في ذات الجود . لظهور الموجود من الجواد التامة ، فظهر من الجود التام الخلق الاول تاما محيطا بجميع الاشياء المتفاوتة ، ولو غرب عنه شيء عن علم اللمياء المنفاوتة والإحاطة بها لم يكن تاما ، وان كان ادراكه الاشياء لا من جهة التفاوت، لم بكن يستحق ان يسنى عقلا ، واذا رفع استحقاق هذا الاسم عنه : كان ظهوره خلاف الجود التام من الجواد التام ، وهو الذي اوجب ان يسمي ظهور الخلق الاول ، المستحق لاسم العقلية ، من جهة احاطته بالاشياء المتفاوتة المختلفة ، فصار السابق علة الاشياء المتفاوتة بعد العلة الاولى ، وصار القابل منه اعني التالي علة ثالثة لوجود الاشياء المتفاوتة ، لان التمييز لا يحيط بالاشياء المميزة ، الا من جهة اختلافها وتفاوتها . في ذواتها . وكذلك المنطق لا يعبر عن الاشياء باسامي مختلفة، وصفات غير متفقة لو كانت الاشياء غير متفاوتة من الجهات التي وصفتها في باب كيفية التفاوت ، ومثال ذلك ان لم تتفاوت الالوان بعضها من بعض في ذواتها، فيكوذ لون ابيض : ولون اسود ، ولون احمر ، ولون اصفر ، لبطلت عبارة المنطق عنها ، وتمييز النفس بينها ، وكذلك الطعوم والأرائح(1 والاصوات . فاذا تمييز النفس لقبول فوائد العقل ، لادراك الاشياء المميزة ، وعبارة المنطق عنها ، من جهة اختلافها وتفاوتها علة وجود التفاوت في الاشياء المخلوقة .
حكاية الطبيعة عن اثارعالم علتها في المواليد علة رابعة لوجود التفاوت والاختلاف .
انه في المثل ان لم تتفاوت الذوائر من المركز ، اذا وقع المركز ساكنا ، والدوائر ساكنة ، اذا وقع المركز متحركا ، والدوائر متحركة ، فكيف يمكن حدوث المواليد من ساكنين او من متحركين ؟ لكن الطبيعة اعطت كل واحد من المركز والدوائر ما به امكنه ان يحكي في المواليد عما رآه في عالم النفس ، فتكون تلك الحكاية سببا بلوغ النفس الى مرتبتها من حد السابق ، وكانت تمام حكاية الطبيعة في الحي الناطق لميت21 الذي هو الانسان . وكمل امر الانسان بالناطق المؤيد من النفس الكلية ،
(1) في نسخة س وردت الروائح.
(2) سقطت من نسخةس.
Halaman 41