============================================================
كتاب اثبات النبوءات و يقال سنة كذا وكذا لكذا ، وقد تقدم ان السنة الزمانية جارية قبل ظهور الني كما جرت بعده ، فلم لا يقال سنة كذا وكذا بزيادة عشر من السنين على مد ظهوره ، بل جعل الابتداء من وقت ظهوره كآنه الذي ولد الزمان والزمان ولده الذي يضاف اليه ، ولو كان الزمان الذي يضاف اليه هو مدة . الا ان الواحد ومدة الساعة الواحدة وحدة اليوم الواحد ججمع الساعات ، او مدة الشهر الواحد جمع الايام او مدة السنة الواحدة مجمع الشهور ، او مدة الدور الواحد مجمم السنين ، لكان حاله قبل ظهوره ، مثل حاله بعد ظهوره ، وكذلك الواجب ان لا يضاف اليه ما لم يكن هو سبب ظهوره . لكن لما كان الزمان الحقيقي اما ظهرت زينته وشرفه بالشرائع الموضوعة لكل وقت منه ولكل يوم ولكل شهر ولكل سنة ، كانت اضافته اليه من هذه الجهة ، فان الشريعة قد اظهرت شرف الزمان عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند توسطها الفلك بأن أوجبت على الابدان اقامة الصلوات فيها ، وكذلك عند العصر وعند اجتتان(1 الليل، ثم عند كل اسبوع يجمع اهل المساجد كلها في مسجد واحد في كل بلد . وكذلك في كل سنة تجمع اهل الامصار في بلد واحد لقصد مسجد واحد ، فلو لم تظهر النبوءة هذه الفضائل المقرونة بالزمان لكان الزمان يمضي هدرا بلا زينة ولا شرف وكان مثل النبي في تربيته الزمان كمثل انسان تعمد الى تل من طين . فيتخذ من قصرا ببيوته وحجره وغرفه وإيواناته وبساتينه لا يمل الناظر اليه بل يسكن الى الكينونة20 فيه ويطمئن اليه ، فإلى من يضاف القصر الى صاحب بنائه او الى صاحب التل بل لا يضاف الا الى صاحب بنائه ، كذلك الزمان قبل ظهور الشريعة من النبي بقوة النبي كالتل الخراب الذي لا عمارة فيه ، فلما الف النبي شريعته . واوجب في كل وقت وزمان على الازمان شريعة وسياسة خلاف ما أوجيه في الزمان الآخر اضيف اليه فقال سنة كذا وكذا من وقت ظهور من زين الزمان بالزينة الشريفة البهية ، وما يصنع بالنبي الذي هو اصل الزمان ، وقد يضاف الزمان الى واحد من ملوك ملته ، فيقال ان الزمان هو الملك اذا فسد فسد الزمان ، وإذا صلح صلح الزمان ، فان كان لملك واحد من ملوك ملته من القوة ان يضاف الزمان اليه . فان إضافته الى صاحب الملة واحدا او واحدا . وكما ان الزمان يبلى وينشيء كذلك (1) وردت في نستة م اجتنابه.
(2) وردت في تسخة س الكنونة .
Halaman 126