316

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genre-genre

والليلة ألف ركعة ويصوم الدهر- قال: بت ليلة فى المسجد بعد ما خرج الناس منه؛ فإذا برجل قد جاء إلى قبر النبى (صلى الله عليه وسلم) ثم أسند ظهره إلى الجدار ثم قال:

اللهم إنك تعلم أنى كنت أمس صائما ثم أمسيت فلم أفطر على شىء وإنى أمسيت أشتهى الثريد فأطعمنيه من عندك، قال: فنظرت إلى وصيف غلام داخل من خوخة المنارة ليس فى خلقه وصفاته أحد، ومعه قصعة فأهوى بها إلى الرجل فوضعها بين يديه، وجلس الرجل يأكل وخصنى فقال: هلم، فجئته فظننت أنها من الجنة، فأحببت أن آكل منها فأكلت منها لقمة ما أكلت طعاما لا يشبه طعام الدنيا، ثم احتشمت فقمت فرجعت إلى مجلسى، فلما فرغ من أكله أخذ الوصيف القصعة ثم أهوى راجعا من حيث جاء، وقام الرجل منصرفا، فقمت فاتبعته لا أعرف ولا أدرى أين سلك، فظننت أنه الخضر (عليه السلام) (1).

وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال: لما رمس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جاءت فاطمة فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها وبكت وأنشأت تقول:

ماذا على من شم تربة أحمد

أن لا يشم من الزمان غواليا

صبت على مصائب لو أنها صبت

على الأيام عدت لياليا (2)

وروى ابن أبى فديك- وهو من علماء أهل المدينة- أنه قال: بلغنا أنه من وقف عند قبر النبى (صلى الله عليه وسلم) وتلى هذه الآية: إن الله وملائكته يصلون على النبي (3) ثم قال: صلى الله عليك سبعين مرة، ناداه ملك صلى الله عليك يا فلان لم تسقط لك حاجة (4).

قال الإمام زين الدين بن الحسين مدرس المدينة: والأولى أن ينادى يا رسول الله

Halaman 344