Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Genre-genre
ويحثو على رأسه التراب، فأضحكنى ما رأيت من جزعه». أخرجه ابن ماجه (1).
وعن عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة» رواه مسلم (2).
ويحكى عن على بن الموفق أنه قال: حججت فى بعض السنين فنمت ليلة عرفة فى مسجد الخيف، فرأيت فى المنام كأن ملكين نزلا من السماء فنادى أحدهما لصاحبه: يا عبد الله. فقال: لبيك يا عبد الله، قال: أتدرى كم حج بيت ربنا فى هذه السنة؟ قال: لا، قال: حجه ستمائة ألف نفر، ثم قال: أفتدرى كم قبل منهم؟ قال: لا، قال: ستة أنفس، قال: ثم ارتفعا فى الهواء وغابا عنى، فانتبهت فزعا مرعوبا، وأغتممت غما شديدا، وأهمنى أمرى، وقلت إذا لم يكن المقبولون غير ستة أنفس، فأين أكون أنا فى ستة أنفس! فلما أفضت من عرفات وبت عند المشعر الحرام وجعلت أفكر فى كثرة الخلق وقلة من قبل منهم، فغلبنى النوم، فإذا أنا بالملكين قد نزلا بعينهما، فأعاد المتكلم منهما فى الليلة الماضية حديثه بجملته، ثم قال بعد ذلك لصاحبه: أفتدرى ماذا حكم ربنا فى هذه الليلة؟ قال: لا، قال:
فإنه وهب لكل واحد من الستة الأنفس مائة ألف، فقبل الجميع ببركتهم، قال:
فانتبهت وبى من السرور فى الجنان ما يجل عن الوصف والبيان باللسان!! (3).
ومنها: ما يتفضل الله تعالى فى حق عباده وهو أعظم من ذلك كله نعمة وأعم منه تفضلا، ما روى: أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» (4).
فأكرم بعباده لم يقتصر فى ثوابه على ذكر تكفير الذنوب ولم يرض فى جزائها إلا بإنالة المرام الأعظم، وبلوغ عين المطلوب وهو الجنة.
Halaman 133