Ithaf Al-Ahbab Bima Thabata Fi Mas'alat Al-Hijab

Abdul Qadir bin Habibullah Al-Sindi d. 1418 AH
3

Ithaf Al-Ahbab Bima Thabata Fi Mas'alat Al-Hijab

إتحاف الأحباب بما ثبت في مسألة الحجاب

Penerbit

الجامعة الإسلامية

Nombor Edisi

السنة التاسعة-العدد الأول

Tahun Penerbitan

جمادى الثانية ١٣٩٦هـ/ يونيو ١٩٧٦م

Lokasi Penerbit

المدينة المنورة

Genre-genre

الغرب لإفساد الْمُسلمين، وتحطيم قواهم الفكرية الإسلامية سَببا أساسيا لفساد الْمَرْأَة والشباب، وانحطاطهم خلقيا، واجتماعيا، وثقافيا وفكريا حملت تِلْكَ المناهج فِي طياتها نَارا تحرق الْأَجْسَام والضمائر والقلوب فِي شكل خطير لَا يحس بِهِ أحد إِلَّا من عصمه الله تَعَالَى، مِمَّا يجْرِي فِي الجامعات والكليات فِي بِلَاد الْمُسلمين وَغَيرهَا تِلْكَ الجامعات الَّتِي تسير على نظام الِاخْتِلَاط بَين الجنسين حَيْثُ جردت الْمَرْأَة من لباسها وحيائها، وأنوثتها فِي ضوء هَذَا النظام المادي اللعين فصب عَلَيْهَا من الْفساد العريض الْكَبِير الَّذِي لَا تستحيي فِيهِ الْمَرْأَة وَلَا تتحشم بل تتلذذ بِمَا غضب الله بِهِ على الأقوام السَّابِقَة أَنَّهَا رزية أَلا تستشعر الْأمة الإسلامية بِهَذِهِ النكبة السَّوْدَاء الَّتِي حلت بهَا، وَأَنَّهَا سَبَب أساسي لفقدان قيادتها، وإمامتها على الْعَالم كُله، فو الله الْعَظِيم من هُنَا كَانَ فَسَاد الْمَرْأَة كَبِيرا، وشرها مُسْتَطِيرا وَإِلَيْهِ أَشَارَ الحَدِيث الصَّحِيح كَمَا أخرجه الإِمَام البُخَارِيّ، وَمُسلم فِي صَحِيحهمَا وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي سنَنَيْهِمَا وَالْإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده بِإِسْنَاد صَحِيح من حَدِيث أُسَامَة بن زيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: "مَا تركت بعدِي فتْنَة أضرّ على أمتِي من النِّسَاء على الرِّجَال "١، والْحَدِيث الثَّانِي أخرجه مُسلم أَيْضا وَالْإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده بِإِسْنَاد صَحِيح من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ ﷺ: "إِن الدُّنْيَا خضرَة حلوة، وَإِن الله ﷿ مستخلفكم فِيهَا لينْظر كَيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقوا النِّسَاء" ٢، وَمن هُنَا كَانَ اهتمام الْإِسْلَام اهتماما بَالغا بِالْمَرْأَةِ من جَمِيع النواحي الحساسة، إِذْ نظم لَهَا حَيَاة كَرِيمَة تضمن لَهَا الشّرف الرفيع، ومنزلتها السامية، وحريتها الفكرية، ونشاطها الْأَصِيل لَا انحراف فِيهِ، وَلَا ظلم، وَلَا عدوان، تمارس أَعمالهَا فِي حقلها الْخَاص بعيدَة عَن التهم، والشكوك، وَلَا انحراف فِيهِ والزيغ تقف وَقْفَة رائعة مثالية فِي ميدان التَّوْجِيه والتربية الإسلامية، وتنشأ أطفالها فِي بَيتهَا الْمُبَارك على الْحق، والصدق، وَالْإِخْلَاص، وَالْجهَاد وعَلى تِلْكَ الْمعَانِي السامية الَّتِي فقدها الغرب والشرق على حد سَوَاء، وَإِن تِلْكَ الْمدَارِس الغربية والشرقية الَّتِي بَعدت عَن حقائق الدّين الإسلامي الْعَظِيم لم تكن إِلَّا خطة مدروسة

١ انْظُر مُسْند الإِمَام أَحْمد ٢١٠/٥، ٢٠٠/٥. ٢ مُسلم الذّكر حَدِيث رقم ٩٩، ومسند الإِمَام أَحْمد ٢٢/٣.

1 / 124