298

Ithaf Akhissa

إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى

Editor

د/ أحمد رمضان أحمد

Penerbit

الهيئة المصرية العامة للكتب

Genre-genre

فأراد موسى ﵇ السير فضرب عليهم التيه فلم يدروا أين يذهبون فدعا موسى ﵇ مشيخة بني إسرائيل، وسألهم عن ذلك، فقالوا: إن يوسف ﵇ لما حضره الموت أخذ على إخوته عهدا لا يخرجوا من مصر حتى يخرجوه معهم فلذلك انسدت علينا الطريق، فسألهم عن موضع قبره فلم يعلموه
فنادى موسى ﵇ أثاب اللَّه كل من عنده علم بقبر يوسف ألا أخبرني به فأجابه عجوز أنه في جوف الماء في النيل، قالت: فادع اللَّه أن يحسر عنه الماء فدعا اللَّه تعالى فحسر الماء عنه فحضر موسى ﵇ في الموضع الذي دلته عليه واستخرجه في صندوق من مرمر ففتح اللَّه الطريق لهم.
وروى الحافظ ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى ابن عباس ﵄ فأوحى اللَّه تعالى إلى موسى ﵇ أن احمل يوسف إلى بيت المقدس إلى عند آبائه فلم يدر أين هو، فسأل بني إسرائيل فلم يعرف أحد منهم أين هو، فقال له شيخ في ثلاثمائة سنة، يا نبي اللَّه، ما تعرف قبر يوسف إلا والدتي؟ فقال: قم معي إلى والدتك؟ فقام الرجل ودخل منزله، وأتاه بقفة فيها والدته، فقال لها، موسى إنك أعلم بقبر يوسف ﵇؟ فقالت: نعم أدلك على أن تدعو اللَّه لي أن يرد عليَّ شبابي إلى سبع عشرة سنة ويزيد في عمري مثل ما مضى وقيل إن موسى ﵇ لما سأل بني إسرائيل قالوا: لا نعلم أحدًا يدري أين هو إلا عجوز بني فلان فلعلها تعلمه فأرسل إليها فأتته فقال لها: هل تعلمين قبر يوسف؟ قالت: نعم، قال فدلينا عليه، فقالت حتى تعطني ما أسألك، قال: لك ذلك، قالت: فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة.
قال: سلينى الجنة قالت: لا واللَّه إلا أن أكون معك في درجتك فجعل يراودها وهي تأبى فأوحى اللَّه إليه أن أعطها ذلك فإنه لا ينقصك شيئًا فأعطاها فدلته على القبر

2 / 95