Kitab al-Istighatat
كتاب الاستغاثة
والمقصود هنا أن السلف والأئمة متفقون على أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بالمخلوقات فلا يوصف بما خلقه في غيره من الصفات وإن كانت صفات كمال فكيف يوصف بما خلقه في غيره من أفعال العباد وتجعل الأفعال القائمة بالمخلوقات صفات له يشتق له منه أسماء فهذا مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول مناقض للقواعد والأصول ولكن بعض من ناظر القدرية في هذا المقام انحرف كما انحرف وقابل باطلا بباطل ورد بدعة ببدعة
والذين يصفون الله تعالى ببعض المخلوقات صنفان صنف غلطوا في الصفات وصنف غلطوا في القدر
فالأول الجهمية من المعتزلة وغيرهم الذين يقولون إن كلام الله مخلوق فوصفوه بما خلقه في غيره
وكذلك يقولون رضاه وغضبه هو ما يخلقه من الثواب والعقاب وإرادته خلقها لا في محل كما تقوله المعتزلة من البصريين فيصفونه بمخلوقات بائنة عنه
Halaman 341