Kitab al-Istighatat

Ibn Taimiyah d. 728 AH
143

Kitab al-Istighatat

كتاب الاستغاثة

وأبلغ من هذا قوله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا} فذكر أهل الأرض جميعا وخص المسيح وأمه بالذكر من أنه إن أراد إهلاكهم لن يملك أحد لهم منه شيئا لأن المسيح وأمه اتخذوا إلهين كما قال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} فكان التخصيص بالذكر لينفي هذا الشرك والغلو الذي وقع في المسيح وأمه ولم يكن من ذلك باب التنقيص بالمسيح وأمه بل كان التخصيص لأجل أن الكلام وقع في ذلك المعين فالتخصيص للحاجة إلى ذكر المخصوص والعلم به أو لأجل التنبيه به على ما سواه

ولهذا لا يكون التخصيص في هذا مفهومه مخالفة بنفي نقيض الحكم عن ما سواه وحتى الذي يسمى دليل الخطاب للتخصيص لم يكن للاختصاص بالحكم

وقال تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون} فتخصيص الملائكة والنبيين بالذكر تنبيه على من دونهم فإنه أن لا يأمر باتخاذ الصالحين أربابا بطريق الأولى

Halaman 461