Kitab al-Istighatat
كتاب الاستغاثة
فيقال المجيب لم ينفها عن الخلق مطلقا كما ذكرت بل قال وقد يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} وكذلك الاستنصار قال تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}
فقد ذكر هاتين الآيتين قبلك وفرق بين ما يضاف إلى المخلوق وما يضاف إلى الخالق من النصر والإغاثة كما فرق بين هذا وهذا في الإغاثة
فنقلك عنه النفي العام كذب بين ولكن هو فصل فجعل ما يخص به الله الذي لا يضاف إلى غيره وهو المطلق وإنما يضاف إلى المخلوق ما يليق به وأنت تريد أن تجعل المخلوق عدل الخالق يضاف إليه جميع ما يضاف إلى الرب عز وجل مضاهاة للحلولية والنصارى والمشركين الذين أنت وأمثالك من طلائع جيوشهم وأبواب مدائنهم وهم دعاة إلى مذهبهم في الحقيقة وإن كانوا لا يعلمون لوازم قولهم وهذا بين يكشف ضلال هؤلاء
Halaman 424