فقد ادعى الشاعر أن جاره لا يميل عنه إلى جهة ألا وهو يتبعه الكرامة، وهذا وصف ممكن عقلًا ولكنه مستحيل عادة.
وقول أبي الطيب المتنبي:
كفي بجسمي نحولًا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني!
فقد ادعى أبو الطيب أنه بلغ من الضعف والحول إلى درجة لا يستطيع معها أحد أن يستدل عليه إلا بالكلام.
وهذا وصف ممكن عقلًا، ولكنه مستحيل عادة.
ومثله قول ابن الفارض:
كأني هلال الشك لولا تأوهي ... خفيت، فلم تهد العيون لرؤيتي!
على أن التبليغ والأعراق مقبولان، وذلك لإمكان الوصف في التبليغ عقلًا وعادة، ولا مكان الوصف في الإغراق وعقلًا وإن لم يكن ممكنًا عادة.
والقسم الثالث:
الغلو: من قولهم: غلا في الأمر، إذا جاوز الحد فيه، وهو: أن يدعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدًا مستحيلًا عقلًا وعادة.
ومثاله قول أبي نواس: