100

Issues of Rhetoric and Criticism by Abd al-Qahir al-Jurjani

من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني

Genre-genre

لقد نفيت أن يكون قد وقع ضرب منك على زيد، ولم تعرض في أمر غيره لنفي ولا إثبات، وتركته مبهمًا محتملًا. ولكنك إذا قلت: ما زيدًا ضربت، فقدمت المفعول، كان المعنى على أن ضربًا وقع منك على إنسان وظن أن ذلك الإنسان زيد، فنفيت أن يكون إياه، فإنه يصح لك أن تقول في الوجه الأول: (ما ضربت زيدًا، ولا أحدًا من الناس) ولكنه لا يصح لك في الوجه الثاني أن تقول هذا، فلو قلت: (ما زيدًا ضربت، ولا أحدًا من الناس) كان قولًا فاسدًا، لما فيه من تناقض - كما أسلفت - ويصح لك أيضًا أن تقول: (ماضيت زيدًا، ولكن أكرمته) فتعقب الفعل المنفي بإثبات ضده، ولا يصح لك أن تقول: (مازيدًا ضربت، ولكن أكرمت) وذلك لأنك لم ترد أن تقول: لم يكن الفعل هذا، فالواجب -إذن - أن تقول: (ما زيدًا ضربت، ولكن عمرًا) وحكم الجار والمجرور في ذلك حكم المفعول به، فإذا قلت: (ما أمرتك بهذا) كان المعنى على نفي أن تكون قد أمرته بذلك، ولم يجب أن تكون قد أمرته بشيء آخر: وإذا قلت: (ما بهذا أمرتك) كنت قد أمرته بشيء غيره (١). (جـ) التقديم في الخبر المثبت: إذا جئت بالذي أردت أن تحدث عنه بفعل فقدمت ذكرهن ثم بنيت

(١) نفس المصدر.

1 / 97