205

مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري

مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري

Genre-genre

والذي يدل على محاولات المعتزلة لذلك طريق هذه الرواية عن محمد بن احمد بن النضر الازدي قال: سمعت بن الاعرابي يقول: ارادني أحمد بن أبى داؤد أن أجد له في لغة العرب (الرحمن على العرش استوى) بمعنى استولى فقلت والله ما اصبت هذا (١)
لأنه لو كان بمعنى استولى لم يكن خاصًا بالعرش لأنه غالب على جميع المخلوقات، وقد ناقش المعتزلة وغيرهم الإمام الدارمي ورد شبههم بالتفصيل (٢)
ونختم هذا المبحث بالمقولة العلم والقول الأتم الذي صار قانونًا يحتذى ومثالًا يقتدى به في الصفات وهو قول إمام دار الهجرة مالك بن انس ﵀ لمّا سئل عن الاستواء قال له السائل: يا ابا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى. قال: فما رأيت مالكًا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء - يعني العرق - قال واطرق القوم جعلوا ينظرون ما يأتي منه فيه قال: فسري عن مالك فقال: الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فاني اخاف ان تكون ضالًا وأمر به فاخرج (٣)
قال الدارمي: وصدق مالك لا يعقل منه كيف ولا يجهل منه الاستواء والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية (٤)

(١) الفتح ١٣/ ٤١٧
(٢) الرد على المريسى للدارمي ص ٤٥٨ وما بعدها
(٣) هذه رواية اللالكائي بسنده انظر شرح السنة ٣/ ٤٤١
(٤) الرد على الجهمية ص ٥٦

1 / 205