Israʼiliyat and Fabrications in Books of Tafsir
الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
Penerbit
مكتبة السنة
Nombor Edisi
الرابعة
Genre-genre
منه، فلم يقربهن، ولم يقربنه١
ونحن لا نشك في أن هذه الخرافات من أكاذيب بني إسرائيل، وأباطيلهم، وأن ابن عباس وغيره تلقوها عن مسلمة أهل الكتاب وليس أدل على هذا مما ذكره السيوطي في "الدر" قال: وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، عن ابن عباس ﵄ قال: أربع آيات من كتاب الله لم أدر ما هي؟ حتى سألت عنهن كعب الاحبار ﵁ ... وذكر منها وسألته عن قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ﴾ قال: الشيطان أخذ خاتم سليمان ﵇ الذي فيه ملكه، فقذف به في البحر، فوقع في بطن سمكة، فانطلق سليمان يطوف؛ إذ تصدق عليه بتلك السمكة فاشتواها، فأكلها، فإذا فيها خاتمه، فرجع إليه ملكه٢.
وكذا ذكرها مطولة جدا البغوي في تفسيره، عن محمد ابن إسحاق عن وهب بن منبه٣.
قوة السند لا تنافي كونها إسرائيليات:
وأحب أن أؤكد هنا ما ذكرته قبل: من أن قوة السند لا تنافي كونها مما أخذه ابن عباس وغيره عن كعب الأحبار وأمثاله من مسلمة أهل الكتاب، فثبوتها في نفسها لا ينافي كونها من إسرائيليات بني إسرائيل، وخرافاتهم، وافتراءتهم على الأنبياء.
سلفي من العلماء في رد هذا الغثاء:
وقد سبق إلى التنبيه إلى ذلك: الإمام القاضي عياض في "الشفا": "ولا يصح ما نقله الإخباريون من تشبه الشيطان به، وتسلطه على ملكه، وتصرفه في أمته بالجور في حكمه؛ لأن الشياطين لا يسلطون على مثل هذا، وقد عصم الأنبياء من مثله"٤، وكذلك الإمام الحافظ الناقد: ابن كثير في تفسيره ٥ قال بعد أن ذكر الكثير منها:
١ الدر المنثور ج ٥ ص ٣٠٩-٣١١.
٢ المرجع السابق ص ٣١٠.
٣ تفسير البغوي على هامش تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٢٠٩١.
٤ الشفا ج ٢ ص ١٦٢.
٥ ج ٦ ص ٢٠٦، ٢٠٧.
1 / 272